آراء


عبدالهادي مهودر

( آيدول) المختلَف عليه

01/03/2021

نادراً مانتفق على شخصية عراقية فنية أو رياضية أو سياسية ويكون محبوب الكل، والاختلاف طبيعة بشرية لكنه علامة عراقية فارقة وزاوية حادة في حاضرنا كما في تاريخنا الذي يقرأ بألف رواية ويتعدد فيه الرواة بل ونختلف حتى على أمانتهم وتصنيفهم بين ثقاة ومأجورين وهم كذلك فعلا فلكل راوية محبوبه الخاص وبعضهم يحكم بعين الرضا التي تخفي العيوب أو عين السخط التي تظهر المساوئ كما يرى الشاعر العربي أي بطريقتنا العراقية الشهيرة ( حب واحچي واكره واحچي) ، وكل مجموعة ( قافلة ) على محبوبها المتناغم مع افكارها ومصالحها وتسير خلفه ولو أخذها الى الهاوية ، وبرنامج ( عراق آيدول ) لن يستطيع بطبيعة الحال فرض محبوب على مزاجنا الصعب فقد نسفنا فكرة المحبوب من أساسها بانتقاد اختيار اعضاء لجنة تقييم الاصوات والتشكيك بصلاحيتها للتحكيم،ومايميز النسخة العراقية عن النسختين العربية والاجنبية هو اختلافنا على أصل اللجنة وليس على ( مخرجاتها)، وهكذا نحن في الفن والحياة السياسية والحزبية فلكل مجموعة لجنتها ومحبوبها وآلهتها التي تقدسها لتقربها الى الحكم زلفى ، ونظرية المحبوب العراقية أزلية منذ القِدم وأبدية نحو المستقبل وملموسة في حاضرنا الذي لايلتقي فيه المتصارعون على كلمة سواء ودائرة وسط ومصلحة أسمى تدعى مصلحة الوطن ، والصراع في مواقع التواصل الاجتماعي على أشده بين المحبين والمبغضين والموالين والمناوئين ، ومن أمثلته الصراع الحاد بين محبي الملك ومحبي الزعيم الذي انتقل الى أبناء الجيل الحالي الذين لايعرفون عن العراق في العهدين الملكي والجمهوري غير  معلومات سماعية وحب وحقد توارثوه وإنضموا اليه بدوافع سياسية او طائفية ، أما الدافع الوطني فموجود بلا شك لكن كل طرف يرى الوطن أجمل في ظل محبوبه الفريد من نوعه.
وتتكرر حالات (الحب الأعمى ) في مواطن شتى وتظهر بوضوح في وسائل الاعلام التي تغني لمحبوبها الأوحد وترى كل بني آدم خطاؤون إلا مالك القناة الفضائية وممولها فهو الوطني الوحيد الذي لايظلم ولايقصي ولايخطئ ولايسفك الدماء ولايفسد في الارض وهو نصير الفقراء واليتامى والمساكين الذي لو مَلك المُلك لقتل الفقر شر قتلة وقضى على البطالة في ولوصلنا المريخ بلا مسبار .

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام