آراء


علي حسن الفواز

ما كشف عنه خطاب بايدن الرئاسي..

06/02/2021

قراءة المشهد السياسي العالمي ترتبط دائماً بالأحداث الكبرى، وبالسياسات التي ترسم أطرها الدول التي تؤسِّس لسرديات ما يسمى بـ”المجتمع الدولي” وبقطع النظر عن طبيعة هذه السياسات ومدى علاقتها بالمصالح هنا أو هناك، فإنَّ مؤشراتها الدولية تضع الجميع في سياق البحث عن خطوط تلاقٍ أو تعارض، أو خطوط للمراجعة.
الخطاب الأخير للرئيس جو بايدن الذي تجوهر حول مراجعة سياسات الولايات المتحدة في العالم، لا سيما بعد اربع سنوات من التهور السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي الذي جعله دونالد ترامب عنواناً لرئاسته، حيث أفقد الولايات المتحدة كثيراً من مظاهر ليبراليتها وديمقراطيتها في الداخل والخارج.
خطاب المراجعة كشف عن منظور سياسي مختلف، أو أراد له بايدن أن يكون مختلفاً، على المستوى السياسي والأمني، أو على المستوى الرمزي، لا سيما في ما يتعلق بالسياسات الداخلية، والنظر الى القضايا التي تخص الحقوق، والهجرة ومواجهة كورونا، والتصعيد العسكري والسياسة العنصرية، وهي قضايا معقدة وضعت العالم كله أمام لحظة أخلاقية فارقة، وأمام ممارسات تحفّزت لها الجماعات المتطرفة واليمينية والفاشية في اوروبا وفي العالم، والتي وجدت في “راديكالية” ترامب ما يحفزها على المجاهرة بخطاب العنصرية الجديدة..
وعلى المستوى الخارجي جاء الخطاب الرئاسي أكثر وضوحاً، وأكثر تمثيلاً للهواجس التي يعيشها العالم، وهو ما اراده بايدن أن يكون علنيا، على مستوى توقيع القرارات الكبرى، بالعودة الى اتفاقية باريس للمناخ، والعودة الى دعم منظمة الصحة العالمية، والاتفاق مع الروس بشأن تمديد اتفاقية “نيوستارت” لخمس سنوات مقبلة، فضلا عن ايقاف دعم اسلحة الحرب في اليمن، ومنع تزويد الدول المتحاربة بالذخائر، وتعيين مندوب اميركي جديد في اليمن، والاهم من كل هذا التنسيق مع الحلفاء الاوروبيين للاتفاق النووي مع ايران الذي قرر الرئيس السابق ترامب الانسحاب منه من طرف واحد، والكشف عن معالجة دبلوماسية للأزمة المشتعلة منذ اربع سنوات.
معطيات الخطاب السياسي محسوبة، وذات أهداف مرسومة بطريقة من يريد أن يخاطب عالماً جديداً، وبنوايا جديدة، ورغم أن سياسات الولايات المتحدة هي سياسة المصالح دائما، لكن لعبة “حرائق المراكب” التي ارادها ترامب لم تعد صالحة، وتحتاج الى مقاربات سياسية ودبلوماسية أكثر منها سلوكا عاصفا بالرعونة غير محسوبة النتائج.


image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام