آراء


عبدالهادي مهودر

اللقاح الولائي

04/02/2021

حلّت جائحة كورونا في وقت كانت البشرية تتخوف من وقوع حربٍ عالمية ثالثة، فكانت هي الحرب ولكن مع عدو مجهول أسميناه فايروس كورونا المستجد الذي لاتنفع معه الأسلحة التقليدية والطائرات المسيرة ،وقتل حتى اليوم اكثر من مليوني انسان وإصاب اكثر من مئة مليون ونجح في الهجوم المباغت والاختراق السريع وتحول من وباء الى جائحة واستهدف الدول منفردةً كما يستهدف الذئب الغنم القاصية، وفتح الفايروس ثغرات كثيرة في صحتنا وجبهتنا واحتارت كل دولة بنفسها واستنهضت همم ملاكاتها الصحية ،الفدائي الأول الذي يواجه الموت بلا لقاح مضاد ، ومنبع قوة الفايروس في طبيعة مواجهتنا له منفردين ومشككين ومتباطئين وغير متساوين في الفرص فدول سارعت في الحصول على لقاحات ودول تباطأت، ومنذ انتشاره في مدينة ووهان الصينية قبل اكثر من عام واصابع الاتهام موجهة الى الصين وحتى آخر لحظة من ولايته أصر الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب على تسميته بالفايروس الصيني وحاول تسويق هذا المصطلح وفتح جبهتين مع الفايروس والصين في آنٍ واحد ، واليوم تتجدد المنافسة على انتاج اللقاح بين المعسكرين الشرقي والغربي وتتردد الدول حول منشأ اللقاح على الرغم من إن اللقاح طبي وعلمي بحت وليس لقاحاً سياسياً والطب فوق الميول ويمكن ان يعالج المواطن المسلم طبيب "كافر " والعكس يصح ايضا ويمكن تلقيح المواطن العراقي بأي لقاح سليم وناجع ،ويلقّح المواطن السعودي والاماراتي باللقاح الصيني والمواطن الايراني باللقاح الامريكي والقضية لاعلاقة لها بالعزة والكرامة والشرف الرفيع والسيادة الوطنية، واللقاح ليس (منظومة إس-400 الصاروخية الروسية) التي استوردتها تركيا وعرضّتها للعقوبات الامريكية في عهد ترامب ،وأمريكا جو بايدن لن تعاقب من يستورد اللقاح الاوربي او الروسي او الصيني ، وليس هناك دولة قادرة بمفردها على تغطية احتياجات العالم كله والدول الكبرى اختبرته على مواطنيها قبل غيرهم ،لكن بعض دول العالم الثالث ربما نظرت لحسابات الموالاة للقاح الامريكي والالماني والصيني والروسي وعاشت صراع العزة والكرامة بينما شعوبها تترنح تحت ضربات الفايروس وستجد في نهاية المطاف ان ترددها في معركة الحصول على اللقاح كلفها الكثير من ارواح المقاتلين في صفوف الجيش الابيض وعموم المواطنين .
عراقياً تتجه الأنظار الى وزارة الصحة والى يوم بدء حملة التلقيح في العراق من أي منشأ كان شرط فاعليته ونسبة نجاحه وقدرته على الحد من خطر (كوفيد ١٩) الذي لايفرق بين الموالين لأمريكا أو لروسيا والصين.
٢٤طه جزاع و٢٣ شخصًا آخر
تعليقان

أعجبني



تعليق


مشاركة

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام