آراء


حمزة مصطفى

علي وعمر و "ساحة الطيران"

25/01/2021

  تفاخر تنظيم داعش كونه إستطاع النيل من "علي وعمر" في ساحة الطيران. مع ذلك فإنها ليست هي المرة الأولى التي يقتل فيها عمر وعلي خلال الأربعة عشر قرنا الماضية. لست بحاجة الى الإتيان بالأدلة التي تثبت صحة كلامي. يكفي تصفح كتب التراث أوالمدونة التاريخية الإسلامية بنسختيها السنية والشيعية على إمتداد كل  هذه القرون ستجدون أن عليا وعمر هما الأكثر قتلا وإغتيالا وغدرا من بين كل ما أطلق على تسميته "السلف الصالح". عمر وعلي طفلا ساحة الطيران اللذان حظيا دون باقي شهداء الحادثة الإجرامية بهذا القدر من الإهتمام لدى الناس وفي السوشيال ميديا لأنهما يحيلان  الى ماهو راسخ في الوجدان والضمير رمزيا وواقعيا حول علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه وعليه السلام) وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه). علي وعمر بقدر مانال كلاهما المزيد من التبجيل والتعظيم والإحترام فإنهما تحولا فيمابعد محورا لخلاف يقول المنصفون من المؤرخين والباحثين إنهما لم يكونا طرفا فيه. 
  ومع كل محاولات التشويه وتعميق الخلافات وبث المزيد من روح الكراهية على نصوص ومدونات فيها من الغث أضعاف مما فيها من الثمين, لم يستطع أحد نزع المثال الذي كان عليه علي وعمر. وبصرف النظر عما تقوله المدونات  فإن إسمي عمر وعلي كانا ومازالا أجمل إسمين لدى المسلمين بعد إسم النبي الأكرم محمد ( ص). فعلي ابن أبي طالب كان بلا منازع بطل الإسلام وفقيهه وبليغه الأول وزاهده الأعظم ورابع الخلفاء الراشدين, وعمر بن الخطاب كان هو الفاروق العادل وثاني الخلفاء الراشدين. وبرغم كل ماإحتوته المدونة التراثية والتاريخية بشأن  حقب الإسلام المختلفة ومواقف الرجال وصناع التاريخ فيها فإن فترة الخلافة الراشدة بإعتراف الجميع بمن في ذلك المستشرقين هي العصر الذهبي للإسلام. 
في بيوت العراقيين من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب شيعة وسنة عربا وكردا وتركمانا لايوجد أجمل من إسمي (علي وعمر). هذا الأمر لايتعلق بمصادفة من مصادفات التاريخ بقدر ماهو إعتراف بأهميتهما ورمزيتهما ومكانتهما. لذلك فإن حادث ساحة الطيران ليس بمعزل عن كل هذا التاريخ الطويل. كان لابد من إستهداف عمر وعلي. ومثل كل مرة عبر 15 قرنا فإن موتهما .. إنتصار.   

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام