عبدالهادي مهودر
14/01/2021
اكثر مايطمئن الناس على وضعهم الاقتصادي وأمنهم الغذائي ليس التصريحات والتحليلات الاقتصادية وانما لافتات اسعار بيع الفواكه والخضر والمواد الغذائية التي يضعها باعة المفرد بشكل تلقائي دون فرض من أية جهة رقابية ، هذه الاسعار التي قفزت ثم استقرت عند معدل يتراوح بين الف دينار والفين للكيلو الواحد ، فاللافتات البسيطة هي بمثابة مؤشر نيكي او داو جونز او مقياس ريختر بالنسبة للمواطن ، وطبع العراقي هو التصديق بما يلمسه ويراه لا مايسمعه عندما تتعلق القضية بالمال والبيع والشراء ولقمة العيش وقد علمته التجربة ان لايشتري الكلام الا بعدما يطابقه مع الواقع المكتوب على قصاصة كارتونية ويرى الاسعار بأم عينيه نتيجة الخبرة التي تراكمت لديه منذ سبعة آلاف سنة من الحضارة والضيم والقهر والحروب والحصار وكل عراقي هو وريث لهذا الهم المتراكم وكل عراقي "من عمره سبع سنين وگليبه مهموم" . كثير من العراقيين يسمعون ببورصة الدولار ويراقبون صعوده ونزوله منذ "طگة بوش " الاولى والثانية والثالثة لكن اكثر مايهمهم هو لافتات بائع الطماطة والباذنجان والخيار واللحم والبيض وبقية المواد الغذائية التي يخطها بقلم أحمر عريض بيده الكريمة وبعضهم يسجلها ويعلنها ويعيد تكرارها عبر مكبرات الصوت لتضاف الى باقة الضجيج المتنوعة . بعد قرار خفض قيمة الدينار ورفع سعر صرف الدولار اختفت تلك اللافتات الكارتونية لكنها عادت بالتدريج بعد ان امتصت السوق الصدمة ،وحصل ارتفاع في اسعار بعض المواد الاساسية لكن وفرة المنتوج الزراعي المحلي خففت كثيرا من تلك الصدمة وأدت لتوازن بين العرض والطلب وثبتَ لنا مرة اخرى ان الزراعة والثروة السمكية هما نفطنا الدائم ،وليس النفط إلا مشكلة دائمة تجلب لنا الأعداء وتخرّب علينا الاشقاء والاصدقاء ، وقد علمتنا الأزمة ان نفكر هذه المرة جدياً بأن لانسلم رقابنا للنفط ونبحث له عن منافس بديل أو نواجه كارثة في يومٍ ما ولات ساعة مندم ، وعلمتنا الأزمة ايضا ان نفهم سر ارتفاع وانخفاض سعر منتوجنا المحلي دون حسيب ولارقيب وبالأخص بيض المائدة، فكيف يرتفع سعر البيض المنتج محليا والمعمل عراقي والدجاجة عراقية والمحافظة عراقية والعملية كلها تتم داخل الحدود ؟وهذا التساؤل المشروع أْثير بشكل واسع وجدي ، وتبيّن لنا بعد تصريحات او بالأصح بعداعترافات المسؤولين في هذا القطاع ان جميع المواد الأولية الداخلة في البيضة مستوردة من الخارج بما فيها الاعلاف والمكائن والمستلزمات والعبوات الكارتونية وكل شيء تقريبا عدا الماء وعملية التزاوج التي تتم على ارضنا وتحت انظارنا ،والحمد لله، وان الجهد الوطني بقطاعيه العام والخاص ينحصر بتوفير الظروف المناسبة والمكان المناسب وتنظيم العلاقات الأسرية المشروعة داخل حقول الدواجن ومراقبة الأداء عن كثب، مما رفع سعر البيضة الواحدة الى (ربع دينار) وبالشكل الذي إن استمر دون إكتفاء تام فسيعيد سعر البيض الى أيام الحصار التي بلغ فيها راتب المتقاعد بيضة واحدة شهريا ، هذا قبل ان تمرر الموازنة ويستقر سعر الصرف ويستقر السوق وفق مؤشر سعر البيض الذي لايخطئ.
30/10/2021
عبير و سمير
17/10/2021
حوار برطلّة
14/10/2021
الثقة الانتخابية
2/10/2021
( الحسين .. ارهابيا )
22/9/2021
المرشّح الفقير
13/9/2021
تنظيم الذوق العام
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group