آراء


سالم مشكور

من يريد الحرب؟

07/01/2021

ليست العلاقات الأميركية الإيرانية شأنا يخص البلدين، هي شأن إقليمي عموماً وعراقي خصوصا، فالعراق إحدى أهم ساحات الصراع بين البلدين. من هنا فإن العراقي يتابع تطورات هذا الملف ترقباً لانعكاساته على بلده.
التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، وفي قلبها العراق، من تحشيد عسكري وتحركات أميركية تثير القلق، جرى تناوله عبر تحليلين؛ الأول يرى أن التحشيدات الأميركية هي مجرد تصعيد لردع إيران عن اتخاذ أي اجراء انتقامي في ذكرى اغتيال الجنرال قاسم سليماني في العراق. يقول أصحاب هذا التحليل إن واشنطن أبلغت طهران عبر قطر بأنها لا تنوي تنفيذ أي عمل عسكري إذا لم تفعل ايران شيئاً. يستند هؤلاء الى تهديدات إيرانية متزامنة مع الذكرى السنوية، بشأن حتمية الانتقام من قتلة الجنرال.
في تحليل آخر، فإن الرئيس الأميركي ترامب المتمسك بالكرسي، يحاول جاهداً البقاء رئيساً عبر اختلاق ظروف تتجاوز نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بايدن. جنرالات البنتاغون يبدون مخاوفهم من تحركات فريق من القياديين المدنيين جاء بهم ترامب الى البنتاغون، يبحثون هذه الأيام في إمكانية خلق ظروف تؤدي الى إعلان قانون التمرد (Insurrection Act) للعام 1807 الذي يتيح نشر القوات العسكرية داخل البلاد سعيا الى تعطيل عملية انتقال الرئاسة الى بايدن. مثل هذه الظروف ربما يوفرها حدث مثل حربٍ كبيرة ٍتدخلها واشنطن ضد عدوٍّ بحجم ايران، وبذريعة مقنعة بحجم عملية إيرانية يسقط فيها أميركيون. 
المشترك بين التحليلين السالفين هو ما سربته إيران من معلومات قالت انها تؤكد أن من يقصف السفارة الأميركية في بغداد ليس من "أصدقائها"، إنما جهات أخرى مدفوعة من أطراف إقليمية لافتعال المبرر لحرب أميركية. وسواء كانت الأطراف الإقليمية المحرّضة تريد توريط واشنطن بحربٍ، أو أن دورها يقتصر على التمويل تنفيذاً لطلب إدارة ترامب، كما في حالات سابقة، فإن النتيجة واحدة وانعكاسها على الوضع العراقي واحد.
ذكرى الاغتيال مرّت من دون انتقام إيراني كان متوقعاً، وبالتالي سقط التحليل الأول. التسريب الإيراني يريد القول ان طهران لا علاقة لها ولأصدقائها بأي عمل ضد مواقع أميركية. واضح أنها تريد تمرير الأسبوعين الباقيين من رئاسة ترامب بسلام، لتبدأ صفحة مختلفة مع الإدارة الجديدة التي يشكل رعاة الاتفاق النووي عدداً من أركانها وعلى رأسهم بايدن نفسه ومستشاره للامن القومي جيك سوليفان. الأخير يؤكد أن مفاوضات العودة الأميركية الى الاتفاق النووي ستشمل ملفات إقليمية ذات علاقة بايران.
هل سيكون بين هذه الملفات ملفٌّ عراقي؟.



image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام