آراء


حمزة مصطفى

لماذا سكتنا على وقاحة ماكرون؟

13/10/2020

لو كان الذي قال أن الإسلام "مأزوم" شخص آخر وليس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, وأقصد بالشخص الآخر رجل دين مسيحي أو يهودي أو أية ديانة أخرى سواء كانت الإبراهيمية أو غيرها. ولو كان الذي قال ماقاله ماكرون مستشرق وليكن أستاذ ماكرون نفسه الفيلسوف بول ريكور الذي تتلمذ فخامة الرئيس على يديه أو أي مستشرق آخر ممن درسوا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها. بل لوكان الذي قال ربع ماقاله ماكرون بحق الإسلام مسلم مؤمن يؤدي الصلوات الخمس وربما يكون قد أدى فريضة الحج .. ما الذي كان يمكن أن يحصل لأي واحد من هؤلاء.
التاريخ القديم والمعاصر حافل بعشرات الأمثلة البارزة حول ماتعرض له مفكرون وكتاب ومجتهدون مسلمون ماعدا أولئك الذين لديهم وجهات نظر أراها أنا لا سواي منحرفة فكرا وسلوكا. فهناك العديد من كبار المتصوفة وعلماء الكلام والمفكرين لديهم وجهات نظر تقدح في العقيدة الإسلامية بالأساس وتشكك في كل شئ بدء من الخالق والمخلوق وكتاب الله القران العظيم. لسنا بصدد مناقشة هؤلاء لأن ماقالوه يتعدى كثيرا ماقاله ماكرون.
هناك في مقابل ذلك مفكرون كل جريرتهم إنهم إجتهدوا ضمن سياق العقيدة الإسلامية ولم يعلن أي منهم خروجه منها أو قدحه فيها لكنه إما رفض ماتعارف عليه المسلمون على صعيد نظام الحكم ,أو إجتهد من منطلق أن للمجتهد أجرا إن أصاب أو أخطأ. وهناك أمثلة ساطعة مثل الشيخ الأزهري علي عبد الرازق مؤلف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذي تعرض لمحاكمة جائرة لانريد الخوض في تفاصيلها لضيق الحيز. الأمر نفسه ينطبق على آخرين من أمثال صادق جلال العظم وحامد نصر أبو زيد الذي تم الحكم بحرمان زوجته عليه بل وحتى مفكر مجدد لم يخرج عن النص بل جادل ضمن النص وهو الراحل محمد شحرور حيث تعرض هؤلاء الى نقد قاس وعنيف.
لماذا سكت الجميع عن ماكرون الذي أعطى توصيفا لا مجرد وصف للإسلام بأنه "مأزوم". ليت الأمر توقف عند ذلك, بل هناك من دافع عنه بحماس مثل الأستاذ هاشم صالح الذي قضى عمره مترجما حصيفا لأعمال محمد أركون. هل على رأس ماكرون ريشة؟ يجوز

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام