آراء


عبدالهادي مهودر

صمويل كوليت

24/08/2020

قدم المخترعون خدمة عظيمة للبشرية وبالأخص مخترع المصباح الكهربائي (نور الله قبره) حتى تعالت النقاشات والأصوات في وضع اختراعه في ميزان حسناته كمطلب إنساني وشعبي عالمي والله يدخل في رحمته من يشاء ، ولكن لا أحد يترحم على مخترع المسدس والبندقية الرشاشة والمدفع الذين قتل بسبب اختراعاتهم ملايين البشر عن قرب وعن بعد في الحرب والسلم وعن عمد او غدرا  او سهوا اثناء تنظيف السبطانة ونابض الإرجاع سيء الصيت .
وشتان بين توماس اديسون وبين صمويل كولت الامريكي الذي إخترع المسدس او الورور او الطبنجة وتعددت الأسماء والموت واحد ، وبين سلاح الكلاشنكوف او البندقية الآلية  التي صممها الروسي ميخائيل كلاشنكوف خلال الحرب العالمية الثانية مستفيدا من شكل بندقية استخدمها الألمان قبله ، وبين انتاج البارود كاختراع حربي صيني مدمر ، وهكذا تطور السلاح دواليك بل تخلف عن مسار القوة النبيلة وأصبح أقل شجاعة وشهامة وأبعد عن المواجهة وأكثر غدرا وسهل على الضعفاء والمأجورين مهمة القتل غدرا وغيلة ، ولانريد الحديث عن تنامي قدرة الغدر في إختراع السلاح الكاتم الصوت فقد يتشعب الموضوع الى مالايحمد عقباه ، ونعود بسرعة الى موضوعنا عن السيف كسلاح للشجعان والذي انتهى عهده منذ مئات السنين وذهب مع أهله الشجعان من جيل الطيبين الذين كانوا يقتلون خصومهم وجها لوجه او يغدرون بهم وجها لظهر ، وفي كل الأحوال لاتتغير المسافة بين القاتل والقتيل فهي بحدود طول السيف ، فيتم إلقاء القبض على القاتل الشجاع فورا والدم لم يزل يقطر من سيفه الصمصام، وفي التاريخ قصص كثيرة عن عمليات الإغتيال بالسيف التي يرى فيها المغدور قاتله بعينيه ويعاتبه ويعاقبه ويصدر عليه حكمه بنفسه بالقصاص ضربة بضربة او بالعفو والرحمة عند المقدرة ، وفي أسوأ الأحوال يتمكن القاتل من الهرب فيمسكه العسس في رأس الشارع ويعاد مكتوف اليدين مرفوع الرأس معترفا بجريمته دون حاجة للتعذيب اوتشكيل لجنة تحقيقة ، وفي التاريخ أيضا قتلة تمكنوا من الهرب خارج الحدود بعد اكتشافهم فالجرائم تكتمل  أركانها بسرعة في عهد السيف الناطق فهو أصدق أنباءً من الكتبِ كما يقول الشاعر العربي ابو تمام المقرب من الخليفة العباسي المعتصم بالله ، وأصدق وأشجع وأنبل من السلاح الصامت المستتر ، حتى اذا تمكن عبدا من سيده وجثا على صدره ليذبحه بالسيف يمتدحه قائلا ( لقد ارتقيت مرتقى عظيما أيها العبد الذليل ) فينحر العبد سيده وعيناه في عينيه ويتخلص وجها لوجه من المرتقى الذي أذله .
والسيف وأصحابه أشجع ألف مرة من مستخدمي المسدسات والبنادق والرشاشات الناطقة والكاتمة للصوت وساحبي حبال المدافع بعيدة المدى .
وكم كان يوما أسود في التاريخ ذلك الذي تحولت فيه الحروب من السيوف الى البنادق والقتل عن بعد بحيث أصبح الإنسان القاتل لايعرف قتلاه وجرحاه ولاعددهم ولايعرفونه ودماء الأبرياء ودموع أيتامهم لاتبرد مادام القاتل مجهولا، وكم رعديدا قتل عشرات الصناديد برمية مدفع عمياء او بإطلاقة من سلاح صاخب او كاتم ، لقد تطورت وسائل القتل الفردي والجماعي الذي تتعقد فيها عمليات إماطة اللثام عن القاتل ويبقى حرا طليقا بفضل إختراع القتلة الأحرار  صمويل كوليت وكلاشينكوف الذين ماتا حتف أنفهما .. ولانامت أعين الجبناء.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام