آراء


مازن صاحب

وياتيك حديث الارهاب والفساد!!

18/07/2020

الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة ..مقولة تكررت منذ عام 2005 حتى الآن ...من دون أي انجاز حقيقي ملموس يحقق الحد الادنى المطلوب في رفض الفساد من فعاليات مجتمعية ودينية واكاديمية لكي يجبر السياسي المتصدي للسلطة على الاتيان بافعال غير نمطية ..مبتكرة ومتجددة تتفاعل مع حدة الرفض المجتمعي المتعاظم للفساد .
طرفي هذه المعادلة الواضحة والمباشرة تذكرني بحادثة تاريخية عن اعتزال احد اوائل الشخصيات العسكرية السياسية العمل الإداري وحين ساله نوري السعيد الترشيح للانتخابات قال ان أي عمل وفق البرنامج الانتخابي سيواجه نوعين من المعارضة الشعبية هما ( ميخالف) و( خطية) وكل منهما مثلبة واليوم زادت ( اني شعليه) وأيضا ( الذيول والجوكرية) حتى بات الحديث عن مفاسد المحاصصة مثلبة حينما تشخص بعين الأشخاص ..فهل يعقل أن تحاكم بريطانيا من زود العراق باجهزة كشف المتفجرات الزائف فيما طبق  نظام ( ميخالف وخطية) لحصر الاتهام بشخوص من دون محاكمة منظومة الفساد ..وفي مثال آخر عن جولات التراخيص النفطية تقرأ فرحة الإنجاز واضحة وصريحة في محاكمة منظومة الفساد النفطية في بريطانيا بعد اعتراف تقديم رشاوي من قبل شركة اوناويل فيما عراقيا ليس هناك أي رد فعل حتى على مستوى البرنامج الحوارية ناهيك عن لجنة النزاهة البرلمانية أو تحرك الادعاء العام لاعادة النظر في هذا الملف ... لماذا يحصل ذلك ؟؟ 
لان قائمة كبيرة من الافعال الفاسدة تدخل تحت عبارات متجددة لتبرير هذا الفساد السياسي بامتياز  الذي حول العراق إلى شبح دولة لا تمتلك قدرات الحلول الفضلى لمواجهة تحديات مفاسد المحاصصة وانتهت إلى حالة اللادولة بعناوين مختلفة أدت الى تكوين الابواب الدوارة للارهاب فهذا الارهاب محلي عراقي بامتياز يساوي في قوة ردود الافعال قوة مفاسد المحاصصة والتعامل مع انماط السلوك السياسي في توظيف حالة اللادولة لتحقيق اجندات اقليمية ودولية تتصارع بالوكالة في العراق .
ولعل المرحوم هشام الهاشمي كان من أفضل من فكك هذه المعادلة وبين مدخلاتها ومخرجاتها .
السؤال الآخر ما الحلول المتاحة اليوم ؟؟ 
هناك تحدي كبير جدا ومعقد جداً ما بين حالة اللادولة ووجود القوات الأمريكية ومن تحالف معها وبين النفوذ الايراني ومن تحالف معه مما أوجد فرضيات ديمومة حواضن الارهاب حينما اعتبرها غباء الغضب نوعا من موازنة القوى الماسكة للارض... وهذه العقلية كانت وما زالت وستبقى تبحث عن إجراءات التبرير مثلما حصل في دخول احزاب عراقية لتحارب مع أيران خلال الحرب العراقية الايرانية .. فالحالة ليست جديدة ابدا وفي سياق مفاسد المحاصصة تبدو طبيعية .!!!
لذلك يتطلب الغاء هذه الحواضن المجتمعية والدينية والاقتصادية لحالة اللادولة والمعروف اليوم بمعادلة الارهاب والفساد حلولا متكاملة تنظر إلى كل العراقيين بعين واحدة وهذا لا يعني عقد مؤتمرات المصالحة الوطنية بلا نتائج !! 
بل البحث عن حلول تطبيقية عراقية بامتياز لتصفير حقيقي لهذه المعادلة لان جميع من يشارك فيها انما يطبق دوره في المشروع الاسرائيلي في العراق اما بعقلية الانفصال او ما وصفته بردود الافعال السلبية الغاضبة أو تلك ردود الافعال السلبية الغبية التي ترى في معادلة اللادولة تحقق لهم فوائد كثيرة لتنفيذ اجندات اقليمية ودولية تتصارع بالوكالة في العراق .
من دون ان يكون هناك مسافة واضحة وصريحة ومباشرة بين أهداف الامن الوطني المسؤول عراقيا وبين أي حالة أخرى فتلك مفسدة كبرى  على أهل الحل والعقد البحث عن حلول حقيقية لها ..وتبقى تدور أحداث الفساد السياسي والارهاب وحواضنه لتهدد أصل السلام الاهلي المجتمعي ولا يتوقف هدر دماء اولادنا  وتفتك بمستقبلهم ... والسؤال لصالح من حدث ويحدث وسيحدث كل ذلك ؟؟ ولله في خلقه شؤون!!!

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام