آراء


مازن صاحب

سفينة الوطن وفئران الاحزاب!!

13/05/2020

حين تبدأ السفينة بالغرق .. تتقافز الفئران منها .. فيما يتمسك القبطان بالدفة في المحاولة الأخيرة لانقاذ ما يمكن انقاذه .
منذ احتلال العراق وتغيير نظام الحكم الى نموذج دستوري بعنوان ( الحكم الديمقراطي البرلماني)  لكن ما يمكن لي الاصلاح عليه ب( مهنة الديمقراطية) كتفسير للسلوك السياسي وفقا لمضمون النظام الديمقراطي المتعارف عليه في المعايير الدولية .. السؤال كيف تعاملت القيادات المتصدية للسلطة .. بعقلية القبطان ام يتصرفون كما تتصرف الفئران عندما تشعر بالخطر ؟؟ 
معضلة مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة أن مبدأ قبول المال السياسي من الاجنبي خلال مرحلة المعارضة العراقية حتى صدور قانون تحرير العراق .. ومن ثم التصرف في المال العام طيلة 17 عاما مضت وفق معطيات اقل وصف لها أنها تركت العراق المصدر الثاني في دول الاوبك يواجه غضب الجياع في ساحات التحرير .. ومن ثم مواجهة تحديات الأسوأ في ازمات وبائية واقتصادية متفاقمة .. اليوم .. تبدو الصورة وكان هذه الاحزاب لم تغادر رحلة المعارضة  واساليب قبول المال السياسي من الاجنبي  ليزداد عليه نموذج الولاء المزدوج بسبب الانتماء لاحزاب الاسلام السياسي ما بين البيعة وولاية الفقيه وتضارب مصالح التفسير المذهبي .!! 
اليوم .. حين نراقب التصريحات والاقوال العاطفية حتى تبدو أن فئران هذه القيادات ليس بإمكانها مواجهة التعنت الكردي في نموذج دولة داخل الدولة .. بعنوان الاقليم الكردي .. مقابل تحشيد المواقف لظهور الاقليم السني .. مقابل تشتت شيعي ..
مقاربة ذلك مع معيار النقد والانتقاد .. تجعل من الممكن القول أن كليهما لا يمتلكان الا تسويق هذا الهدم المتواصل لاي جهد في بناء دولة مدنية عصرية في عراق ما بعد 2003 .. وهي اليوم ليست في محل التصحيح المفترض أو حتى مجرد التفكير الإيجابي في مفاعيل متغيرات مستقبل منظور ..
لذلك اكرر المقاربة مع نموذج آخر للديمقراطية المسؤولة .. هل المطلوب ديمومة هذا التسويق لمفاسد المحاصصة .. ومشهد التحليلات المنشورة هنا وهناك في ساعات حوارية لبرامج (التوك شو)  .. ام يفترض بقيادات جميع الاحزاب المتصدية للسلطة التوقف عند نقطة بداية جديدة  لمراجعة حقيقية عن المستقبل المنشود .
هناك معايير التنمية المستدامة والحكم الرشيد والجودة الشاملة كحلول لتفعيل سياسات عامة حاكمة لاجراءات الدولة في تحول استراتيجي مفترض في مفصل تاريخي مهم جدأ .
هكذا يكون المشهد السياسي برمته أمام ذات النموذج .. ما بين هروب فئران احزاب مفاسد المحاصصة .. وتمسك القبطان بالدفة لانقاذ العراق من الغرق ... ولله في خلقه شؤون!!

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام