آراء

مسعود حيدر
عندما يرتفع سعر خام برنت او نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) فان الامال بانتعاش الاسعار تبدأ بسرعة عند بعض المراقبين املا بالخروج من الضائقة المالية لدولهم خصوصا في الدول دات احادي الريع والتي تعتمد بشكل اساسي على الريع النفطي في موازنته.
جميع المؤشرات قبل كورونا كانت توحي بأن الاقتصاد العالمي سيدخل فترة ركود بسبب الصراع السياسي والتجاري بين الدول الكبرى؛ الولايات المتحدة والصين وروسيا، اجتمعت عوامل عديدة للاسراع بهذا الركود في الاقتصاد العالمي وهي حرب اسعار النفط وقدوم كورونا وتوقف الحياة بشكل شبه مطلق في جميع ارجاء المعمورة.  حيث فقد النفط بحدود ٤٠٪؜ من قيمته خلال شهر.  ظهر تاثير هذا الركود على الشركات النفطية العالمية والامريكية بشكل خاص بسبب الكلفة العالية لاستخراج النفط الصخري في امركيا والتي قد تصل الى ٤٠$ للبرميل. لذلك حاول الرئيس الامريكي بتغريدتين ان يساهم في ارتفاع الاسعار مدعيا بان روسيا ودول اوبك وخصوصا السعودية سيتفقون على تخفيض الانتاج بحدود ١٠-١٥ مليون برميل نفط يوميا وذلك من خلال اجتماع طارئ سيعقد قريبا لاوبك. هنالك اسئلة كثيرة حول كيفية انعقاد الاجتماع وتوقيته والية تخفيض الانتاج والكميات لكل دولة وهل ستشارك امريكا وكندا ودول منتجة اخرى خارج اوبك في تخفيض انتاجها للوصول الى الكمية التي ذكرها ترامب؟.
الى اللحظة لا توجد بوادر قوية بهذا الشان خصوصا وان الاقتصاد الامريكي والاوروبي في انكماش قد يتجاوز ١٠٪؜ خلال هذا العام وان التجارب الماضية تؤكد بان توصل اوبك ودول خارج اوبك الى اتفاق بشان تخفيض كميات النفط قد يستغرق شهورا فيما لو استطاعوا التوصل الى اتفاق. ويقدر الخبراء بان سعر خام برنت سوف يبقى بحدود ٣٠-٤٠$ خلال هذا العام في احسن الاحوال، وقد يبقى غير مستقر في هبوط وصعود بين ٢٠-٣٥ $.
لذلك على الحكومة الاتحادية ان تقدر سعر النفط في موازنته ب ٢٠$ خلال هذا العام، وتستثمر هذه الازمة الاقتصادية للبدء بالاصلاح الاداري والمالي في مؤسسات الدولة، وعلى الجميع تحمل آلام العملية الاصلاحية الاقتصادية للخروج بأمان في نهاية النفق المظلم الذي فيه العراقيون.