آراء

اذا أردنا بناء دولة حديثة علينا ان نختار رجال دولة قادرون على اتخاذ قرارات صادقة صارمة بهدف بناء الدولة  لا بهدف دعم حزب او طائفة او تيار ولا بد من تغيير أنماط وسلوك الأفراد داخل هذه الدولة وإعطاء جرعة منشطة للشعور الوطني للفرد العراقي الذي بدأ يشعر بان وطنه اصبح وبالا  عليه بعد ان عانى ما عانى فيه من جوع وفقر وقهر وتشريد وقلة خدمات ان لم يكن انعدامها رغم الثروة الهائلة لوطنه ولا تعطى هذه الشحنة إلا اذا شعر المواطن العراقي بصدق وقوة ونزاهة وجدية المسئول في بناء البلد كذلك حينما يُشعر المسئول المواطن بان الحكومة خادمة لا حاكمة لكنها تكون حاكمة في وضع الأمور في نصابها الصحيح والدفاع عن وجود الدولة.
ونحن في العراق نطمح  لمستقبل آمن لاهلنا  لكن هذا المستقبل يجب أن يتم بمشرط جراح محترف يزيل الورم السرطاني داخل الجسد العراقي  ليتعافى من عادات وأفكار وأعمال أنهكت الشعب كالفساد والمحاصصة وسوء الادارة نهضة العراق لا تحتاج إلى عكاز طائفي لينهض ولا لأفكار متطرفة ولا إلى ولاء للخارج بل يحتاج الى دعم الكفاءات بعيدا عن انتماؤهم وسلوكهم الشخصي المتعلق بالحرية الشخصية لهم فنحن لا نحتاج وزيرا متديناً  بل نحتاج وزيرا وطنيا مهنيا نزيهاً مهما كانت ديانته او انتماؤه نحتاج الى قائد ميداني يقود الدولة يكون كالبلدوزر في ازاحة الفساد والفاسدين وان يبدأ بكبارهم  نحتاج الى من تكون افعاله اكثر من اقواله دينه العراق ومذهبه العراق يدعم الصناعة الزراعة ويرعى العلماء والمخترعين والأكاديميين وكل الشرائح نحتاج الى معلم يعيد الاحترام والهيبة للتعليم والى قاضي يهابه الجميع لعدله لا تخرق قراراته بمال او سلطة او مجاملة نحتاج الى رجال اعمال شرفاء نزهاء يكونوا عونا في البناء لا معولا للهدم واستنزاف أموال العراق وتهريبها الى دول الجوار نحتاج الى شيوخ عشائر لايكونوا داعمين ومدافعين عن السئ وان يكونوا كما عرفنا أكثرهم اهلا لكل مواقف رجولية نحتاج الى شباب واعي مدعوم يجد العمل الكريم والسكن الكريم والمدرسة المحترمة والتعليم المحترم والعناية الصحية نحتاج الى طالب جامعي يتردد على المكتبه والبحث العلمي اكثر من الكافيهات والفيس لقتل الوقت ولا يكون ذلك ما لم يجد هذا الطالب أستاذا جامعيا يحترم العلم ويعطي عصارة فكره لطلبته وان يجد هذا الاستاذ كل الدعم ويجد الطالب الامان في نهاية مشوار الدراسة نحتاج الى مستشفيات مثل بني البشر.
وبيئة نظيفة نحتاج الى اعلام صادق بناء لا يبيع كلمته وفكره الى مالك القناة او الصحيفة  مهما كان اتجاهه نحتاج ان نعيد الثقافة الى هواء العراق ليتنفسها الجميع وننقي أجوائه من الخزعبلات وتسيد المتخلفين والمشعوذين نحتاج ان نعرف الحسين ع كما أراد هو لا كما أرد المتاجرين بقضيته فهو عَرف عن نهجه بانه لم يخرج أشرا ولا بطرا ولكن خرج لطلب الاصلاح في أمة جده ص بعد ان رأى الفساد في الحكم فيجب على من يسير على دربه ان لا يختصر قضية  الحسين ع باللطم والمشي والقيمة بل بالسير على نهجه فاغلب من سرقوا الدولة هم اصحاب مواكب عزاء وبعضهم يتقدم الصفوف في المشي او الاستعراض في مشاركة الزوار علينا ان ندرس تجارب الدول كيف نجحت وكيف قفزت علينا ان لا نستهين بأنفسنا فالعراق يزهر بالكفاءات اكثر من الثروات المادية  لكن ما ينقصنا ان تأخذ هذه الكفاءات مكانها الصحيح الذي تستحقه فلا بد من ان نستعيد ثقتنا بأنفسنا لبناء العراق.