آراء


محمد عبد الخالق

"من شب على شيء شاب عليه"

19/08/2018

المعارضة... طريق الخاسرين
محمد عبد الخالق
المتابع للشارع السياسي العراقي يلاحظ ان السياسة العراقية لايوجد لها مثيل الا في لبنان فقط، فهي لا تتكون من حكومة ومعارضة وانما تتكون من حكومة فقط، لانه المغانم الحكومية هي الاساس في طريقة تشكيل الحكومة.
ان العملية السياسية العراقية التي تسير عليها ادارة العراق، والتي جاءت وفق تفاهمات اميركية ايرانية، مع مباركة سعودية – تركية، لا زالت تمثل الطريق الاسهل الى جعل العراق ساحة الصراع اقليمي ودولي، عادت بالبلاد الى عصور التخلف والضياع.
ومن البديهيات المسلم بها في السياسة التعامل البرغماتي مع الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية، وكذلك ملف العلاقات الدولية، والذي تؤمن فيه البرغماتية الحفاظ على مصالح البلاد والعباد.
لكن في العراق نرى البرغماتية التي يستخدمها الساسة العراقيون هي الاساس في التعامل بينهم لاجل غنيمة السلطة، وتقاسم المناصب الحكومية وفق محاصصة طائفية وقومية، ادت الى افتقار العراق لاهم وسائل الدولة الحديثة، ولعل ملف الخدمات يمثل ابرز مقومات الفشل السياسي في العراق.
ان العملية السياسية العراقية التي ترفض مبدأ المعارضة، هي مؤشر على فساد الطبقة السياسية، وعدم اهتمامها بمصالح الشعب، وبناء البلاد، ولعل ابرز دليل على فساد ساسة العراق، هو وجود اللجان الاقتصادية للاحزاب، والتي تمثل المورد الرئيس لاموال هذه الاحزاب، لتمثل بؤرة القساد في مؤسسات الدولة، وبالتالي فان وجود معارضة حقيقية سيطيح بموارد الاحزاب السياسية.
ان مقولة احد السياسين "المعارضة طريق الخاسرين" تمثل الوجه الحقيقي لجميع الكتل السياسية وبدون استثناء، لان المعارضة لا غنيمة فيها، وان كعكة الحكومة وحلاوتها تعد اهم من بناء العراق ورفاهية شعبه.
الغريب في العراق ايضاً ان التلويح بالمعارضة هو لكسب اكبر قدر ممكن من الغنائم، وليس لاتخاذها منهجا سياسيا، لذا نرى ان جميع تصريحات السياسيين بشأن الذهاب الى المعارضة، عبارة عن بالونات اختيار، تمكنهم من نيل حصتهم من كعكة السلطة.
ان هذه السياسة افضت عراقاً يتجه الى مزيد من الدمار والخراب وعلى كافة المجالات.. والى حين ان نجد سياسيا حقيقيا يتجه الى المعارضة سيبقى العراق اسير الاحزاب ولجانها الاقتصادية التي افرغت خزينة العراق، ودمرت ماضيه وحاضره ومستقبله.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام