آراء


خالد الملا

الحرب بنسختها الهمجية!

08/08/2018

الحرب نوعان...حرب مواجهة عسكرية تتقابل فيها الجيوش فينتصر من هو الأكفأ والأقدر أو يعز الله بنصره من يشاء ويذل من يشاء أما تلك الأخرى الأكثر جسامة وفتكاً فغالباً ما تكون النسخة الأقبح من الحرب ونقصد بها التي تستهدف الشعوب والمجتمعات دون خوض المنازلات العسكرية على الأرض! هي بإختصار عقوبة جماعية على الشعب برمته بكل ما يتضمنه ذلك الشعب من نساء ورجال وشيوخ ومرضى وعاجزين وناس ينشدون أحلامهم وفتيات ينتظرن عرسانهن.
نحن في العراق ذقنا مرارة النوع الأخير من تلك الحرب حين أطبق علينا الحصار الظالم لأكثر من عقد من الزمان ونعرف بالضبط ما تعنية كلمة(حصار أو عقوبات ) من مداليل ومعان لا يمكن للذاكرة أن تمر بها مرور الكرام واليوم تتعرض دولة مسلمة جارة الى ذات الإختبار المرعب ونفس الصفحات المؤلمة في صيغة يقال إنها البديل عن المواجهة العسكرية مع أميركا قطعا هي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة حزمة من العقوبات لكنها هذه المرة قد تكون الأعنف والأشد قسوة ناهيك عن غياب المبررات بعد أن أستنفذت الجمهورية الإسلامية في إيران كل التزاماتها حيال المجتمع الدولي في قضية برنامجها النووي.
تجمعنا روابط كثيرة مع الشعب الإيراني الطيب المتسامح أولها الدين وليس أخرها الجوار والتاريخ المشترك وأيضا المصلحة المشتركة في حياة أمنة حرة سعيدة لشعبينا ، ومثلما مرت بنا ظروف قاسية ومؤلمة ووجدنا أن إيران كانت السباقة بل ربما الوحيدة لنصرة الشعب العراقي حين أدارت أميركا وجهها وأوصد الجيران أبوابهم ، إيران التي ساندت حركات التحرر في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا ووقفت ضد كل محاولات الهيمنة والصهينة والإرهاب تستحق أن يشار لها بالبنان بإنها أخر قلعة من قلاع الصمود في زمن الإنكسار ، وكيف لا وكل معسكر الممانعة اليوم يقوم على ثنائية الصمود الشعبي والدعم الإيراني ، نتمنى أن ينكسر الحصار على شعب إيران  مثلما أنكسر وانتهى لدينا وأن يعي صناع القرار الفرق الكبير والخطير بين عقوبات على شعب بأكمله وبين حرب في الميدان وبين إختلاف لا يستوجب كل هذا التصعيد.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام