لماذا يصر المتظاهرون العراقيون على البقاء في الميادين رغم الأخطار التي تحيط بهم؟

محلية |   04:57 - 29/03/2020



بغداد- موازين نيوز
رغم توقف الحركة في معظم بلدان العالم والرعب والخوف الذي يسيطر على الجميع، إلا أن المتظاهرين العراقيين يصرون على البقاء في الميادين لمواصلة اعتصاماتهم، التي قاربت على نهاية شهرها السادس حتى تحقيق مطالبهم التي خرجوا من أجلها.
ويرى مراقبون أن المعتصمين مصرّين على البقاء، ولن يخيفهم فيروس "كورونا" لأنهم رأوا أنواعا كثيرة من الموت على يد فصائل وبعض الأجهزة الأمنية، ويعلمون جيدا أن تركهم للساحات سيقضي عليهم ولن تقوم لهم قائمة بعد كل التضحيات التي قدموها، ويتوقعون كل السيناريوهات السيئة والتي يرون أن كورونا أيسرها.
وقال متظاهر، إن "المتظاهرين على يقين من أن ترك الساحات سيعطي الفرصة للمجاميع المسلحة لاحتلالها وحرق الخيام وربما تحويلها إلى ثكنات عسكرية من خلال آلياتهم وتكون عودتنا إلى الساحات صعبة وربما مستحيلة".
وأضاف: "عاهدنا أنفسنا أن لا نعود إلى منازلنا إلا بأمرين، إما بعودة وطن أو داخل "التابوت"،  وباء "كورونا" أرحم لنا مما قاسيناه".
وعن هدف الاعتصام في هذا التوقيت، قال: "نهدف من وراء ذلك إلى لفت انتباه العالم بأن هناك شعب متمسك بالبقاء في الشارع كونه يعتبر الفيروس أرحم من الفساد".
من جانبه، قال عبد القادر النايل، المحلل السياسي، إن "متظاهري ثورة تشرين ينبع إصرارهم من أجل استمرار الثورة لحين الوصول إلى تحقيق جميع المطالب الأساسية، المتمثلة في تأسيس نظام سياسي على أسس وطنية يعمل على هيكلة مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية بما يحافظ على سيادة العراق ويفسح المجال لأبنائه المخلصين في قيادته وإدارته للنهوض الشامل به، بعد الانحدار الكبير الذي شهده العراق على أيدي أحزاب السلطة الحالية وتكون الانتخابات هي الفيصل الأساسي للوصول للحكم".
وأضاف المحلل السياسي: "يأتي هذا الإصرار الكبير الذي ضرب فيه المتظاهرون أروع أمثلة الصمود في حب الوطن والوفاء له، وهم يكيفون أحوالهم وأوضاعهم وفق الظروف التي مرت بهم خلال مدة تظاهراتهم، مستفيدين مما حدث لجميع التظاهرات السابقة سواء في ثورة 25 فبراير/شباط أو تظاهرات المحافظات الغربية".
وتابع النايل: "الواعز الوطني الذي خرج له الشباب العراقي هو الذي ألهمهم هذا الإصرار حتى تتحقق أهدافهم التي خرجوا من أجلها وهو حق العراق على أبناءه، وواجب يجب الوفاء به، هم  يريدون إنقاذ العراق وإعادته إلى شعبه الذي يعاني من انتهاء السيادة بسبب التدخل الدولي باحتلال ظالم، نتج عنه هيمنه واختطاف البلد بشكل واضح وصريح".
وأكد المحلل السياسي أن "المتظاهرين يرون أن الشعب العراقي الذي وقف بجانبهم وأيدهم يعيش مأساة وعليهم واجب ألا يتركوه يستمر في تلك المعاناة، فالشعب ورغم ما يعيشه من أزمات مازال يقف معهم، وهذا يدفعهم اكثر للتضحية، بعد أن تحولت البلاد إلى جيش من الأرامل والأيتام والفقراء في ظل طائفية بغيضة وسجون مكتظة بخيرة الشباب، فضلا على تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية".
وأوضح النايل: "الركيزة التي أصبحت العمود الفقري في إصرار المتظاهرين وبقائهم في خيامهم مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية بسبب انتشار فيروس "كورونا" من تعقيم الساحات وعدم التجمع والمسيرات والاقتصار على البقاء داخل الخيم، هو الوفاء لدماء اخوانهم وأخواتهم من المتظاهرين الذين قتلتهم القوات الحكومية والميليشيات المدعومة من إيران، بعد أن تواطأت معهم حكومة عادل عبد المهدي، في قتل وجرح 35 ألف متظاهر، وهو مالم تفعله كورونا بهم ولا بالشعب العراقي".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "هناك عهد بين الشباب المتظاهر على عدم ترك الساحات وميادين التظاهر حتى تحقيق مطالبهم، أما وعود رئيس الوزراء المكلف فهي مجرد أوهام تكلم بها من جاء قبله ايضا، وتعهدوا بل الأكثر أن جميع الأحزاب تعهدت بتلبية مطالب المتظاهرين إلا أنهم مارسوا الكذب والتضليل داخل البرلمان، وكيف يتم الاستجابة والمتظاهرين يطالبون بحل البرلمان الحالي للإسراع في إقرار انتخابات عادلة برعاية دولية، ورئيس الوزراء المكلف هو من تلك الأحزاب ومن رحم المحاصصة المقيتة التي يرفضها المتظاهرين".
 واندلعت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العاصمة العراقية بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في أكبر ثورة شعبية يشهدها العراق منذ الاجتياح الأمريكي وإسقاط النظام السابق الذي كان يترأسه صدام حسين، عام 2003.انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام