قدح الشاي يفك طلاسم جريمة الطالبية

تقارير |   02:08 - 07/08/2018

بغداد – خاص – موازين نيوز
لم تكن تعلم عائلة المصور التلفزيوني زهير نبيل إن الليلة هي الأخيرة لها في هذه الحياة أو لم يدر في بالها أن بداية اليوم الجديد الأربعاء (1 آب 2018)، هو نهاية أيامهم في الدنيا.
ولم يدرك رب العائلة إن الاتصال الذي اجراه في ذلك اليوم مع احد الأصدقاء بخصوص بعض الأعمال التجارية سيكون سببا في إنهاء حياته وحياة عائلته بطريقة مأساوية.
كانت ليلة عادية ككل الليالي،اذا ذهب افراد الاسرة الى غرفهم بعد جمع عائلي يومي بعد تناول وجبة العشاء، ثم أحاديث السمر العراقية المعتادة، ليتفرق الجميع الى أسرتهم مستسلمين لسلطان النوم، بعد يوم متعب بين جو لاهب، وتيار كهربائي يزيد درجات الحرارة تاره بانطفائه، او يقلل هذه الدرجة تاره اخرى بسريانه في الاسلاك.
ذهبوا الى فراشهم، غير عالمين بأن هناك أشخاص لا ينتمون للإنسانية، يخططون لجعل هذه الليلة عبارة عن حفلة دم لاتبقي ايا منهم ولو طفل صغير بعمر ثلاثة أشهر.
جار السوء
وعند ساعات الفجر الاولى ،الجار الذي لم يدر في بال العائلة انه سيكون ذباحهم يتسلق الجدار الفاصل بين البيتين ليقوم بجريمته.
ويدخل الجار مع أفراد عصابته الى غرف الدار لينفذوا واحدة من ابشع الجرائم ،وبطريقة محترفة في محاولة منهم لتطبيق مفهوم الجريمة الكاملة.
وتنفذ العصابة جريمتها  بقتل جميع افراد العائلة الاب،الام،الجد،واطفال الثلاثة، واحدهم الذي يبلغ من العمر (اقل من اربعة اشهر) ليسرقوا مبلغ من المال كان بحوزة العائلة إضافة لسيارة العائلة .
احتراف الجريمة
دخول وخروج الى البيت المجنى عليه دون ترك أثار اقتحام ،وهروب بسيارة مسروقة لم تهنأ العصابة بها طويلا اذا تعطلت على طريق القناة شرقي بغداد، وفي مكان ليس ببعيد في منطقة الطالبية الكائنة عند مدخل مدينة الصدر الشمالي ،وكانت السيارة هي النقطة التي انطلقت منها تحقيقات مكتب مكافحة الاجرام التابع لوزارة الداخلية .
جمع الأدلة
مصدر في مكتب مكافحة الاجرام قال لـ/موازين نيوز/،بعد ورود بلاغ بوقوع جريمة قتل لعائلة كاملة في منطقة الطالبية شرقي بغداد، تم تشكيل فريق تحقيق على الفور ،وتوجه الى مكان الحادث وبدأ بجمع الأدلة.
وبحسب المصدر ان فريق التحقيق بدأ برفع البصمات عن جثث الضحايا وابواب المنزل وكذلك الاثاث في الدار،ثم انتقل الى تحقيق عن كيفية اقتحام المنزل.
وعند معاينة مداخل المنزل جميعها، سواء عن طريق المعاينة المباشرة، او من خلال كاميرات المراقبة المتوفرة في مكان الحادث، لم يكن هناك اي أثر لاقتحام لمداخل البيت الخارجية ،سواء الباب الرئيسي او ابواب سطح المنزل .واتضح ان الباب الرئيس فتح من الداخل.
ويضيف ان المنازل المجاورة  لبيت المجني عليهم هي الطريق الوحيد للدخول العصابة ،لكن ليس هناك دليل على هذا الأمر.
مراقبة وتنكر
وعندما شكل مكتب مكافحة الاجرام فريقا متنكرا بملابس مدنية وازياء عربية لحضور مجلس الفاتحة على ارواح الضحايا لمراقبة تحركات وتصرفات المشتبه بهم خاصة الجيران.
كما قام فريق الادلة الجنائية برفع البصمات عن السيارة المسروقة العائدة الى المجني عليه،والتي ضبطت بعد عطلها،وتركها على قارعة الطريق.
وبين المصدر ان فريق العمل في مجلس العزاء لاحظ ان جار الضحايا لفت الانظار اليه بتصرفات غير طبيعية ،وهو الامر الذي اثار الشبهات وكان القرار اخذ بصمات هذا الجار دون أثارة أنتباهه،حتى يمكن القبض على جميع أفراد العصابة.
قدح الشاي
وبعد تناول وجبة الغداء داخل العزاء من قبل المشتبه به وشربه الشاي تمكن احد افراد الفريق من الحصول على قدح الشاي الخاص بالمشتبه دون ان يلاحظه احد.
وبسرعة كبيرة تم مطابقة البصمات الخاصة بالمشتبه به مع البصمات المرفوعة من مقود السيارة ،وكانت النتيجة تطابق كامل في البصمات .
إلقاء القبض
وتحرك فريق التحقيق بسرعة لالقاء القبض على المشتبه به وعدد من رفاقه الذين كانوا يترددون عليه في داره المراقبة من قبل الفريق ،او ممن كانوا متواجدين معه في مجلس العزاء.
وكان الفريق قد توصل الى معلومة مهمة جدا ان المشتبه هو النقيب المنسوب للشرطة الاتحادية،وهارب من الخدمة ،وهو الامر الذي زاد من الشكوك حوله.
ويشير المصدر الى فترة التحقيق والمراقبة لم تتعدى ثلاثة أيام ،حتى تم القاء القبض على العصابة المجرمة بألادلة الدامغة ولم يستطع افراد العصابة نكرانها.
واعترف الجار المجرم بأنه سمع جاره المجني عليه وهو يتحدث هاتفيا مع شخص، بخصوص بعض الأعمال التجارية وان لديه مبلغ بعدة ملايين في داره، لاتمام صفقة معينة، وهو الأمر الذي جعل المجرم يخطط لجريمته بسرعة كبيرة.
 وبين المجرم انه وعصابته قاموا باقتحام منزل واحتجزوا أفراد العائلة داخل إحدى الغرف، لينفذوا جريمتهم بقتل الأب والأم وثلاثة أطفال ورجل كبير في السن، وسرقة مبلغ من المال.انتهى

---

اخبار ذات الصلة