الأكراد.. شعب بلا دولة موزع على أربع دول

تقارير |   08:08 - 12/10/2019


متابعة - موازين نيوز
بعد انسحاب أميركي محدود بدا أشبه بتخلٍ عن الأكراد في سوريا، يجد هؤلاء أنفسهم في مواجهة هجوم تركي عنيف، بعد أن أطلقت أنقرة في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري عملية جديدة ضدهم في شمال شرقي سوريا، مثيرة احتجاجاً دولياً.
يتراوح عدد الأكراد بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا، وهم من أصول هندو - أوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.
ويتوزّع الأكراد على غالبية ساحقة من المسلمين وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية في الغالب، في حين تتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ نحو نصف مليون كلم مربع.
ويختلف تعداد الأكراد باختلاف المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، يعيش القسم الأكبر منهم في تركيا (ما بين 12 إلى 15 مليون نسمة، نحو 20 في المائة من إجمالي السكان)، ثم إيران (نحو 6 ملايين، أقل من 10 في المائة) ثم العراق (5 إلى 6 ملايين نسمة، ما بين 15 إلى 20 في المائة) وأخيراً سوريا (أكثر من مليوني نسمة، 15 في المائة من السكان).
وبالإضافة إلى هذه الدول الأربع، تعيش أعداد كبيرة من الأكراد في كل من أذربيجان وأرمينيا ولبنان، إضافة إلى أوروبا، خصوصاً في ألمانيا.
وسهّلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية بمعظمها والواقعة في الداخل من دون أي منفذ على بحر، على الأكراد الحفاظ على لغتهم بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل أساسي على النظام القبلي.
إثر انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، بات حلم الأكراد بالحصول على وطن خاص بهم على وشك التحقق. فقد نصت معاهدة سيفر التي أبرمت عام 1920 على حق الأكراد في تقرير المصير وتشكيل دولة خاصة في شرق الأناضول وفي الموصل.
ولكن هذا الحلم تبخّر بعد انتصار مصطفى كمال في تركيا واضطرار الحلفاء للتراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدالها في 1923 بمعاهدة لوزان التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وإيران بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا على التوالي.
كانت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إحدى القوى الأساسية منذ صيف عام 2014 في القتال ضد تنظيم داعش الارهابي، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
ونجحت القوات الكردية مطلع عام 2015 بدعم من التحالف في طرد قوات التنظيم من كوباني (عين العرب) القريبة من الحدود مع تركيا.
وتشكل القوات الكردية الدعامة الأساسية لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 وتضم 25 ألف مقاتل كردي وخمسة آلاف مقاتل عربي.
وتتلقى هذه القوات دعماً من واشنطن. ونجحت قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم داعش الارهابي من الرقة شرق سوريا ثمّ السيطرة على معقله في الباغوز بسوريا في مارس (آذار) 2019.
وفي العراق، تعتبر قوات البيشمركة الكردية حليفاً أساسياً في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.
بسبب نزعتهم للاستقلال في كردستان موحدة، وجد الأكراد أنفسهم في الدول الأربع التي يتوزعون عليها في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديداً لوحدة أراضيها.
في سوريا، عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد مارسهما بحقهم النظام البعثي، وعندما اندلع النزاع بين النظام السوري والمعارضة في 2011 وقف الأكراد على الحياد، وأعلنوا في عام 2016 إنشاء منطقة فيدرالية واسعة في شمال البلاد، مؤلفة من ثلاثة أجزاء، أثار تشكليها عداوة قوات المعارضة وعدائية من تركيا المجاورة.
في تركيا، استؤنف النزاع المسلح بين القوات الحكومية وحزب العمال الكردستاني في صيف 2015، مما بدّد آمال حل هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.
وكانت أنقرة أطلقت عمليتين سابقتين في سوريا عام 2016 ومطلع عام 2018 لطرد ارهابيي داعش ومقاتلي وحدات حماية الشعب عن حدودها.
في العراق، استغل الأكراد الذين اضطهدهم نظام صدام حسين، الهزيمة التي مني بها بعد انسحابه من الكويت فقاموا بانتفاضة ضده في 1991 تزامناً مع الانتفاضة الشعبانية وأقاموا بحكم الأمر الواقع حكماً ذاتياً في إقليمهم الشمالي، أقر رسمياً في 2005 بموجب الدستور العراقي الذي أنشأ جمهورية اتحادية.
في إيران، تدور بين الفينة والأخرى اشتباكات بين قوات الأمن ومتمردي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الذي توجد قواعده الخلفية في العراق، وكانت إيران شهدت بعد الثورة في 1979 انتفاضة كردية قمعتها السلطات بشدة.
وينقسم الأكراد الذين لم يسبق لهم أن عاشوا تحت سلطة مركزية إلى عدد لا يحصى من الأحزاب والفصائل والحركات، موزعة على الدول الأربع، وهذه الحركات، التي تكون أحياناً عابرة للحدود، غالباً ما تناصب بعضها العداء اعتماداً بالخصوص على تحالفات كل منها مع الأنظمة المجاورة.
ففي العراق، خاض أبرز فصيلين كرديين (الاتحاد الوطني الكردستاني) و(الحزب الديمقراطي الكردستاني) حرباً بين 1994 و1998، ثم تصالحا في عام 2003، وأوقع القتال بين الفصائل الكردية 3 آلاف قتيل.
وازدادت التوترات بين حكومتي بغداد واربيل بعد تمسك رئيس الإقليم السابق، مسعود البارزاني، بنتائج استفتاء كردستان غير الدستوري وسعيه لضم كركوك إلى الإقليم، الامر الذي اسفر عن صدور اوامر من رئيس مجلس الوزراء السابق، القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، حيدر العبادي، الإثنين (16/تشرين الأول/2017)، بالسيطرة على مناطق محافظة كركوك وفرض سلطة الحكومة الاتحادية عليها إضافة إلى جميع المناطق المتنازع عليها.انتهى29/6ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام