كيف يهدد الفساد في العراق المواطن العادي والمستثمر الأجنبي؟

سياسية |   07:07 - 20/07/2019


ترجمة- موازين نيوز
بينما تواصل القوات الأمنية الحرب على بقايا تنظيم داعش الارهابي، اشار موقع moderndiplomacy الى تحدي جديد يواجه العراق قد يكون خطره اكثر من الارهاب متمثل بنسب الفساد الفظيعة التي سممت العلاقة الأساسية بين الدولة العراقية ومواطنيها.
واضاف الموقع البريطاني، ان"مستويات الفساد الفظيعة في العراق قد شهدت ارتفاعا غير مسبوق، مما أثر سلبا على العلاقة الأساسية بين الدولة العراقية ومواطنيها، علاقة لا تقوم فحسب على الرشوة، بل على آلية نهب تستحوذ على موارد البلاد ولا تقدم شيئا في المقابل وتستثني الشعب".
وقالت كاتبة التقرير سامنثا معلوف -وهي مساعدة باحث في العلاقات الدولية- إن المواطنين العاديين هم الوحيدون الذين يتعرضون للخطر، بسبب ثقافة الكسب غير المشروع المتوطنة في البلاد، إلى جانب نفور المستثمرين الأجانب، مثل شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة “أورانج” من السوق المتهالكة وتضرر استثماراتها وخروجها من السوق الذي يحتاج إلى دعم هائل.
وذكرت الباحثة أن انعدام مصداقية وشرعية المؤسسات الحكومية الرسمية في العراق هو محور الصعوبات العديدة في البلاد، منها محاولات الحكومة العقيمة لمحاربة تنظيم الدولة خلال هجومه الأول في عام 2014، إلى الكسب غير المشروع الذي يبدو أنه نفذ إلى كل حلقة من حلقات البيروقراطية الوطنية.
وضربت مثلا لمدى تأثير هذا الفساد على الحكم بما يحدث في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، حيث تحكم المنطقة عائلة البارزاني القوية التي اكتسبت مؤخرا درجة “ملكية” تقريبا في سيطرتها بعد انتخاب اثنين من أفرادها، هما مسرور بارزاني ونيجرفان بارزاني على التوالي مؤخرا رئيسا للوزراء ورئيس الإقليم.

ورأت معلوف أن الإخفاق الذي يحيط باستعداد عائلة البارزاني لمصادرة أحد أبرز المستثمرين في البلاد -وهي شركة أورانج الفرنسية- يوضح أيضا الإحساس المطلق بالحصانة التي يشعر بها القادة العراقيون عندما يتعلق الأمر بنهب ثروة البلاد لأنفسهم، وفي حين تقدم قيادة منطقة كردستان العراق نفسها كشريك موثوق للغرب فإن الإحصاءات الاقتصادية في المنطقة لا تزال كئيبة على الرغم من سنوات من المساعدات الخارجية.
وأضافت أنه على الرغم من ثروتها النفطية تواجه المنطقة ركودا وبطالة مرتفعة وكذلك انقطاع التيار الكهربائي فإن السيطرة على مشاريع البناء والوزارات الحكومية جعلت التعليم العام في المنطقة يواجه نقصا حادا في المدارس والمدرسين.
وبينما تجد الشركات الدولية مثل أورانج مخرجا لها في الملاذات الخارجية يجد العراقيون العاديون أنه ليس لديهم خيار سوى العيش مع الفساد المنظم وعدم المساءلة كل يوم.
وختمت الباحثة تقريرها بأنه في مواجهة مثل هذه الصورة القاتمة، فإنه ما لم تعد الحكومات التي تحكم العراق التفكير بجدية في تعاملها مع موارد البلاد فإن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن تبدأ الفترة التالية الكبيرة من عدم الاستقرار.انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام