قصص لحجاج العراق بمنفذ عرعر

تقارير |   09:01 - 17/07/2019


بغداد - موازين نيوز
لم تسع الفرحة الحاجة العراقية غازية عبيد بطي (93 سنة) وهي تستعد لأداء أول حجة لها في حياتها بعد أن واجهتها ظروف عدة منعتها من أداء فريضة الجج، منها الأزمات السياسية في المنطقة.
غازية، كانت من ضمن 1880 حاجاً عراقياً وصلوا أمس إلى منفذ جديدة عرعر البري بمنطقة الحدود الشمالية كأول دفعة حجاج عراقية تصل شمال السعودية، وكان في استقبالهم أمير الحدود الشمالية، الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، بالإضافة إلى عدد من كبار مسؤولي القطاعين الحكومي والخاص في السعودية.
أم خضير التي قدِمت برفقة ابنها الأكبر خضير عباس هادي (55 سنة) لأداء فريضة الحج، أصرت على إيقاف تناولها وجبة الغداء البسيطة من الموروث العراقي التي كانت تتناولها مع ابنها، والمتكونة من الخبز باللحم بجوار عناقيد من العنب، لأجل الحديث وإبداء مشاعرها الفياضة بالفرح لتمكّنها من أداء أول فريضة حج لها في الحياة.
وبدت لمعة دموع الفرح تظهر في عيني الحاجة غازية أثناء حديثها لـ«الشرق الأوسط» من مقر استقبال البعثة بمنفذ جديدة عرعر. وقالت غازية: "من الصعب أن أصف مشاعري في لحظة تمكنت من خلالها من أداء أول فريضة حج لي وأنا أتجاوز التسعين من عمري بعد أن منعتني ظروف عدة من أداء هذه الشعيرة بسبب بعض الأزمات والإشكالات السياسية التي تعيشها المنطقة، وربما دموع الفرح هي من تستطيع شرح شيء من الفرحة التي أعيشها".
وتضيف: "أنا أصل لهذه المرحلة من العمر فقد رأيت أشياء كثيرة في حياتي بإيجابياتها وسلبياتها، لكن أشكر الله أن توفرت لي القدرة أن أتمكن في هذه المرحلة من أداء العمرة وفريضة الحج وزيارة المشاعر المقدسة في مكة والمدينة، وهذه مشاعر لا يدركها إلا من يصل إلى هذه المرحلة التي أمر بها".
ويصف ابنها البكر خضير عباس هادي (65 عاماً) الذي يرافقها في الرحلة وليؤدي فريضة الحج: "كنت أرى آثار الفرحة على والدتي بدءاً من انطلاقنا في رحلتنا البرية قبل يومين من محافظة الديوانية 200 كلم من العاصمة العراقية بغداد، فكان التفاؤل والحماس يكسوان جميع أحاديثها معي، حيث كانت تذكر لي توقها منذ فترة طويلة لأداء فريضة الحج، وكذلك بعض المواقف السعيدة في حياتها بسبب نجاحها فيها".
ويضيف "الروح الجيدة التي كانت تعيشها والدتي بسبب قدومها للحج هو ما يفسر استرجاعها للمواقف والقصص السعيدة في حياتها، إضافة إلى أن والدتي، ولله الحمد، هي من الشخصيات القوية بسبب نفسيتها المتفائلة دوماً، وهو ما ميزها عن غيرها ممن هم في مرحلتها العمرية، سواء من الذكور أو الإناث".
وتقول أم خضير: "أنتم ترون الآن هذا العدد المبارك من الحجاج العراقيين بعد الزيادة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في عدد الحجاج العراقيين، والتي كانت سبباً في قدومي أنا أيضاً؛ إذ أصبحت فرصتي أكثر ضماناً لأكون من ضمن قائمة الحجاج التي زادت عن السابق".
وأضافت: "أنا موقنة أن من ترون من الحجاج العراقيين يعيشون في أجواء فرح لا تتكرر، لأنهم متوجهون إلى أقدس بقاع الأرض في مكة والمدينة، وهي المشاعر التي أعايشها منذ إعلان الموافقة على أن أكون ضمن قائمة حجاج هذا العام".
ويتطرق خضير للأجواء التي عاشها قبيل قدومه لأداء فريضة الحج، ويقول: "لا أخفيكم أن الظروف السياسية وما يصاحبها من توترات كانت تصيبنا بشيء من القلق؛ خوفاً من أن تتأثر بعثات الحج العراقية سلباً بذلك، لكن أقولها وبكل صدق حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده، بددت القلق والهواجس التي عشناها سابقاً، بل وزادت من عدد الحجاج العراقيين، وأضافت إلى ذلك استقبالات على أعلى مستوى؛ فنحن الآن نحظى باستقبال حافل من قِبل أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، ومعه حشد كبير من بقية الدوائر الحكومية والخاصة، فهذا كرم ضيافة كبير ووجود خدمات وتسهيلات من غذاء ودواء ممثل بمستشفى خاص على المنفذ، وأماكن للراحة ومسجد فسيح ومجهز، وكل هذا غير مستغرب على أشقائنا في المملكة".
وكان أمير الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان برفقة عدد من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص حريصاً على التجول وزيارة كافة مواقع الوفد الأول من حجاج العراق، وتحدث لهم واستمع إلى عبارات الثناء والشكر التي يقدمها الحجاج امتناناً للخدمات المقدمة. واطمئن أمير الحدود الشمالية على سير إجراءات دخول الحجاج وتوافر الخدمات لهم، سواء في صالات الجوازات والجمارك، وكذلك الخدمات المقدمة لهم في مستشفى المنفذ.
وأكد الأمير فيصل للحجاج أن هذا أقل واجب يقدم لهم، مشدداً على أن هذا شرف لكل سعودي، وأن كل هذا الاهتمام يأتي بتوجيه ودعم وتيسير من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
يذكر أنه من المتوقع أن يمر قرابة 24 ألف حاج عراقي من منفذ جديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، كأكبر دفعة حجاج عراقيين عن طريق البر لأداء فريضة حج العام الحالي، وقد تم تجهيزه من قبل السعودية بالخدمات كافة، وسيتم تفويج الحجاج العراقيين بشكل يومي حتى بدء موسم الحج.
وجديدة عرعر هو منفذ شهير تاريخياً للحجاج القادمين من الأراضي العراقية، وقامت السعودية بإعادة ترميمه وفتح للحجاج العام الحالي بعد توقفه منذ عام 1990 لأسباب أمنية. وكان المنفذ ذاته الممر التي تخرج من خلاله المساعدات السعودية للعراق في الثمانينات إبان حرب العراق مع إيران.
ويقع المنفذ البري للحجاج العراقيين 60 كلم شمال مدينة عرعر عاصمة منطقة الحدود الشمالية، وكانت الحكومة السعودية قد تكفلت بتنفيذ المنفذ البري مع العراق.
ومن الناحية التاريخية، تعد منطقة الحدود الشمالية، شمال السعودية، أحد ممرات الحج القديمة، وتقع فيها محطات الحج في درب الحج العراقي الشهير، وكذلك درب التجارة القديم الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين. ولا تزال معالم تاريخية شهيرة تحكي قصة الحج القديمة توجد في مواقع متعددة من الحدود الشمالية وتعد قرية زبالا واحدة من محطات الطرق المهمة.انتهى29/أ43


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام