فايننشال تايمز: التظاهرات تشكّل تهديداً إلى العمليّة السياسيّة

علوم وتكنولوجيا |   02:40 - 19/07/2018


متابعة ــ موازين نيوز
دخلت موجة الاحتجاجات التي عصفت بالعراق أسبوعها الثاني في وقت تكافح فيه الحكومة من أجل احتواء غضب شعبي متنامٍ ضد تردي الخدمات العامة وانتشار الفساد والبطالة، في حين مايزال البلد مقيداً بشلل سياسي.
وتم نشرها قوات أمنية إضافية عبر تسع محافظات جنوبية نهاية الأسبوع الماضي مع حجب خدمة الإنترنيت بعد أن تصاعدت حدة الاحتجاجات بقيام متظاهرين بالاعتداء على مبانٍ حكومية ومكاتب سياسية .
وأشارت تقارير الى تجمع مايقارب 200 متظاهر عند مدخل حقل غاز السيبة الإثنين في البصرة، مع تجمع عشرات المحتجين من نساء ورجال في ساحة التحرير وسط بغداد مطالبين بالإصلاح ومعربين عن تضامنهم مع الاحتجاجات الجارية في جنوب البلاد.
الاضطرابات الحاصلة حول انعدام فرص العمل وشح الماء والكهرباء تفصح عن هشاشة دولة هي ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك وذلك بعد 15 عاماً من الغزو الاميركي الذي أطاح بنظام صدام حسين.
وتأتي الاحتجاجات بعد شهرين من تصويت العراقيين في الانتخابات البرلمانية، ومن شأنها (الاحتجاجات) تقويض حظوظ رئيس الوزراء حيدر العبادي في تأمين ولاية ثانية.
الائتلاف السياسي الذي يقوده العبادي، الذي يعتبر المرشح المفضل للغرب، جاء بالترتيب الثالث في عدد المقاعد عقب انتخابات تميزت بعزوف غير مسبوق بنسبة الناخبين بلغت 44% فقط وهو أمر يسلط الضوء على عمق عدم ثقة العراقيين بقادتهم السياسيين. ولم تحقق أي كتلة سياسية الغالبية المطلوبة من الأصوات التي تمكنها من تشكيل حكومة .ولهذا فإن رئيس الوزراء يأمل الاحتفاظ بمنصبه في الحكومة القادمة وسط تفاوض السياسيين في ما بينهم لتشكيل الكتلة الأكبر.
ومن المسلّم به أن يستغرق ساسة العراق المتنافسون أشهراً للتوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومة جديدة، وأن هذه العملية قد تعقدت أكثر هذا العام بسبب حالات التزوير المزعومة واتخاذ قرار بإعادة عد وفرزالاصوات يدوياً في بعض المحافظات. الاضطراب السياسي زاد من حدة التوتر في البلد وفاقم إحباطات العراقيين أكثر.
ضياء الأسدي، مدير المكتب السياسي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، قال في حديث لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية: "لم يدعُ أحد لهذه التظاهرات. الناس هرعوا الى الشوارع للاحتجاج بإرادتهم.. هناك تدهور في الوضع على مختلف المستويات ،وهذا ما يجعل الأمر ذا حساسية وحتى أكثر خطورة".
وكان تحالف سائرون بقيادة الصدر الذي حقق فوزاً مفاجئاً في الانتخابات قد وعد بتشكيل حكومة تكنوقراط.
ريناد منصور، خبير عراقي من معهد جاثام هاوس للبحوث، قال إن كثيراً من العراقيين قد فقدوا الثقة في أن الانتخابات ستحقق تغييراً ، مما جعلهم يعبّرون عن امتعاضهم من خلال الاحتجاجات في الشوارع.
وأضاف منصور قائلا "هذه الاحتجاجات قد تشكل تهديداً للعملية السياسية برمّتها. إنهم يريدون محاربة نظام الحكم. المتظاهرون يعرفون أن البصرة تجلس على معظم ثروة العراق ،في وقت لم يتم توفير الخدمات الأساسية لهم فيها".
ويقول أحمد وحيد، ناشط من البصرة إن الاحتجاجات كانت أصغر في المدينة بعد أن قامت القوات الامنية بضرب المتظاهرين واستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريقهم، مشيراً الى أن مطالب الناس تراوحت بين الاحتجاج على فشل شركات النفط الأجنبية من الاستعانة بأيدٍ عاملة محلية والاحتجاج على رداءة نوع مياه الشرب.
وأضاف وحيد بقوله "حالياً كل شخص له مشكلة معينة خرج للتظاهر باعتبارها أولوية رئيسة، هذا الوضع لا يساعد في إبراز المطالب الرئيسة. أعتقد أن الجميع يتقاسمون شعور الإحباط بتردي وضع الكهرباء".
وقال الأسدي إن الاحتجاجات بدأت في البصرة حيث تجهيزات الكهرباء فيها تقطع كل ثلاث ساعات وأغلب تجهيزات المياه فيها غير صالحة للشرب وذلك ضمن ظروف جوية تتجاوز درجات الحرارة فيها 40 درجة مئوية، ومن ثم توسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل النجف حيث اقتحم المحتجون المطار متسببين بإيقاف الرحلات الجوية للمدينة.
كان يأمل العراقيون البدء بمرحلة إعادة الإعمار بعد إعلان الحكومة النصر على تنظيم داعش في نهاية عام 2017، ولكنّ كثيراً من الناس يقولون الآن إن ظروف معيشتهم ازدادت سوءاً. عوائل في المحافظات الجنوبية يشكون أنه في الوقت الذي ذهب فيه أولادهم لمقاتلة داعش في شمال البلاد وتقديمهم للتضحيات فإن منطقتهم تعاني التهميش وتدهور الخدمات. ورغم غنى جنوب العراق بالنفط فإن الفقر والبطالة متفشيان فيه، وقد تحملت البصرة خلال الفترة الاخيرة موجات من الجريمة المنظمة والعنف العشائري.
انتهى
م ح ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام