أميركا على موعد مع ركود اقتصادي وسوق هابط

تقارير |   05:05 - 24/03/2019


متابعة – موازين نيوز
تتزايد تكهنات اتجاه الاقتصاد الأمريكي نحو مرحلة ركود، وسط توقعات تتجاوز 60% بدخول قطاع الأعمال في دورة هبوطية في العام الجاري.
ويشير تحليل نشرته "بلومبرج أوبنيون" للاقتصادي "جاري شيلنج" أن مؤشرات الركود كبيرة، ومنها تشديد السياسة النقدية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي تقلق الآن البنك المركزي بأنها ربما كانت مبالغة.
كما تبرز مؤشرات الركود الاقتصادي في قرب انعكاس منحنى عائد السندات، وتقلبات الأسهم في نهاية العام الماضي، وضعف نشاط الإسكان وإنفاق المستهلكين المتواضع، بالإضافة إلى إضافة 20 ألف وظيفة جديدة فحسب في فبراير الماضي مقابل 223 ألف وظيفة في المتوسط خلال العام الماضي.
كما يثير تدهور الاقتصاديات الأوروبية وانخفاض النمو الصيني المخاوف بشأن تأثيره على الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب استمرار الحرب التجارية من جانب الرئيس دونالد ترامب مع بكين.
وهناك بالطبع فرصة صغيرة للهبوط السلس مثلما حدث في منتصف التسعينات، وفي ذلك الوقت أنهى الفيدرالي دورة زيادة معدل الفائدة وبدأ في خفضها بدون حدوث ركود اقتصادي.
ولكن وفقاً لحسابات "شيلنج" فإنه خلال الإثني عشر مرة الأخرى التي وضع البنك المركزي الأمريكي فيها قيوداً على الائتمان في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية كان الركود هو النتيجة النهائية.
وهناك أيضاً إمكانية بأن يكون الضعف الاقتصادي الحالي مؤقت، ولكن انتعاش الاقتصاد سوف يتسبب في مزيد من إجراءت الفيدرالي التشددية.
ويرغب صناع السياسة النقدية في وجود معدلات فائدة أعلى، من أجل امتلاك مساحة أكبر لخفضها في الركود المقبل، بينما معدل الفائدة الحالي الذي يتراوح بين 2.25% إلى 2.50% لا تمنحهم المساحة الكافية.
والفيدرالي أيضاً لا يرحب بحماس المستثمرين بشأن الأصول الأكثر خطورة، والتي تتنوع ما بين صناديق التحوط إلى الأسهم الخاصة وقروض الرافعة المالية، ناهيك عن البيتكوين التي تمثل أبرز مظاهر المضاربة.
وفي حال كان التباطؤ الحالي مؤقتاً وتم استئناف النمو الاقتصادي، فإن الركود الناجم عن تشديد السياسة النقدية سيؤجل حتى عام 2020.

أشباح الماضي
والركود الاقتصادي يستحضر أشباح الفترة من 2007 حتى 2009 وهي أشد دورات الأعمال الهبوطية منذ ثلاثينات القرن الماضي، والتي كانت شاهدة على انهيار مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنحو 57% من أعلى مستوياته ليصل إلى القاع.
ورفع المركزي الأمريكي معدل الفائدة من 1% في يونيو 2004 ليصل إلى 5.25% في يونيو 2006، ولكن الحدث الرئيسي كان الأزمة المالية التي نشأت بالانهيار في سوق الرهون العقارية المتضخمة على نحو كبير.
وبالمثل، رفع الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة من مستوى 4.75% في يونيو 1999 إلى 6.5% في مايو 2000.
ولكن أيضاً الركود النسبي المسجل في 2001 كان مدفوعاً بشكل أساسي بانهيار فقاعة دوت كوم في تسعينات القرن الماضي والذي دفع مؤشر "ناسداك" المركب نحو التراجع بنسبة 78%.
أما ركود الفترة من 1973 وحتى 1975 والذي يعتبر ثاني أقوى ركود اقتصادي منذ فترة الثلاثينات والذي نجم عن الانهيار الناتج عن التحوط من التضخم عبر شراء ضخم للمخزونات.
وتسبب ذلك في انهيار مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنحو 48.2%، بينما كان لحقيقة رفع معدل الفائدة من 9% في فبراير 1974 إلى 13% في يوليو من العام نفسه أثراً بسيطاً في هذا الركود.
أما الثماني فترات من الركود الاقتصادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم تكن نتيجة تجاوزات مالية أو اقتصادية كبيرة وإنما مجرد دورة الأعمال الاقتصادية المتأخرة والثقة المبالغ فيها للمستثمرين.
وكان متوسط الانخفاض في مؤشر "ستاندرد آند بورز" للأسهم الأمريكية يبلغ نحو 21.2%.

ركود اقتصادي وسوق هابط؟
وفي الوقت الحالي لا يبدو أن هناك وجود لأي فقاعات مالية أو اقتصادية، ربما باستثناء الديون المتزايدة بين الشركات غير المالية الأمريكية والاقتراض الكبير بالدولار بواسطة اقتصاديات الأسواق الناشئة في مواجهة الدولار الأمريكي المرتفع.
ولم يتعافى قطاع الإسكان بشكل كامل من أزمة الرهن العقاري، بينما قطاع المالية لايزال أقل استدانة في أعقاب الأزمة المالية، في حين أن الدين المستهلكين لايزال كبير لكنه بعيد عن مستوياته المرتفعة في 2008 مقارنة بدخل الأسر.
وبالنسبة للركود الذي يتوقعه المقال فإنه من المحتمل أن يكون مصحوباً بانخفاض مماثل في متوسط أسعار الأسهم.
ومنذ 3 أكتوبر وحتى 24 ديسمبر الماضيين هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنحو 19.6%، ولكن التعافي منذ تلك الفترة أنهى تلك الخسائر.
والتراجع المعتاد في سوق الأسهم المرتبط بالركود الاقتصادي والبالغ 21.2% - وهو ما يطابق تعريف السوق الهابط.
 ومنذ القمة المسجلة في 3 أكتوبر فإنه هبوط من هذا النوع سيصل بمؤشر ستاندرد أند بورز" إلى 2305 نقطة، ولكن هذا ليس بعيداً عن المستويات المتراجعة المسجلة في ليلة عيد الميلاد عند 2351 نقطة.انتهى29/6ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام