انتخاب المشهداني رئيساً لمجلس النواب.. خطوة لاستكمال الاستحقاقات الدستورية

تقارير |   07:34 - 03/11/2024

تقرير – مقتدى أنور
شهد العراق انتخاب محمود المشهداني رئيساً لمجلس النواب، في خطوة تُعتبر جزءاً من استكمال الاستحقاقات الدستورية الوطنية، إذ يُتوقع أن يُسهم هذا الانتخاب في تعزيز التعاون بين السلطات الدستورية ودعم العمل التشريعي. وقد حظيت هذه الخطوة بدعم واسع من الأطراف السياسية، حيث صدرت التهاني من القوى المحلية والدولية، التي أشادت بخبرات المشهداني البرلمانية والسياسية، وأعربت عن تفاؤلها بدوره في معالجة بعض التحديات السياسية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل توافقاً بين الأطراف السياسية، خصوصاً بين رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي والإطار التنسيقي، مما قد يسهم في تمرير بعض القوانين الخلافية ويعزز التوازنات السياسية.


استكمال الاستحقاقات الدستورية
أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد على أن انتخاب المشهداني رئيساً لمجلس النواب يُعد خطوة مهمة لاستكمال الاستحقاقات الدستورية والوطنية. وقد نشر رشيد عبر منصته على (إكس) تهانيه للمشهداني بمناسبة انتخابه، مشدداً على أهمية دور مجلس النواب في إقرار التشريعات التي تخدم الصالح العام. وأضاف رشيد أن رئاسة الجمهورية تتطلع إلى تعزيز التعاون مع البرلمان خلال المرحلة المقبلة، متمنياً النجاح لرئيس مجلس النواب الجديد في مهامه.


التزام حكومي بدعم البرلمان
كما تقدم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتهاني للمشهداني وأعضاء المجلس المنتخبين، معتبراً أن هذه الخطوة تندرج ضمن استكمال خدمة أبناء الشعب العراقي، وهو هدف جعلته الحكومة ضمن أولوياتها منذ بداية عملها. وأكد السوداني في بيانه التزام الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب على تنفيذ برنامجها الحكومي التنموي، مشيراً إلى أن السلطة التشريعية تعتبر شريكاً أساسياً في هذا المسار، ما يضمن توجيه السياسات الوطنية لخدمة المواطن.


البرلمان العربي يهنئ ويشيد بالخبرة البرلمانية
هنأ رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، مؤكداً أن الثقة التي نالها تعكس مكانته البرلمانية والسياسية. وأعرب اليماحي عن تطلعه لتعزيز التعاون بين البرلمان العربي ومجلس النواب العراقي، بما يسهم في دعم العمل البرلماني العربي المشترك، مشيراً إلى أن هذه الشراكة ستسهم في تعزيز المصالح العربية والدفاع عن القضايا المشتركة.


مراقبون: دعم المالكي للمشهداني يعكس حسابات سياسية

أوضح الخبير السياسي غالب الدعمي أن دعم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي لانتخاب المشهداني يعود لاعتبارات سياسية مرتبطة بطموحات المالكي المستقبلية، بما يعزز فرصه للعودة إلى منصب رئاسة الوزراء. وأشار الدعمي إلى أن انتخاب المشهداني جاء في إطار توافقات بين الحلبوسي والإطار التنسيقي، مما يعزز استحقاقات الطيف السني في العراق وفق نظام المحاصصة السياسية. ويرى الدعمي أن عودة المشهداني قد تساعد على تقريب وجهات النظر بين القوى السنية، وتحديداً بين تحالفي “عزم” و”تقدم”، اللذين دعما المشهداني رغم الخلافات السابقة، ما قد يؤدي إلى تمرير قوانين خلافية مثل قوانين النفط والغاز، والأحوال الشخصية، والعفو العام، وهي تشريعات محل اختلاف كبير بين القوى السياسية العراقية.


انتخاب المشهداني: خطوة نحو استقرار سياسي أم توافق ضمن المحاصصة؟
يُثار تساؤل حول مدى تأثير انتخاب المشهداني على الاستقرار السياسي في العراق، خاصة وأن عودته تأتي بخبرة سابقة في إدارة البرلمان، ما قد يجعله عنصراً مهماً لتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية المختلفة. ويرى البعض أن هذا الانتخاب قد يُعزز التوازنات السياسية ويخلق أجواء أكثر توافقاً في تمرير التشريعات الخلافية. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً حول إن كانت هذه الخطوة تمثل تقدماً فعلياً نحو الاستقرار، أم أنها مجرد توافق مرحلي ضمن نظام المحاصصة دون تغيير جوهري في المشهد السياسي العراقي.

وفي ظل تطورات المشهد السياسي العراقي، يمثل انتخاب محمود المشهداني رئيساً لمجلس النواب خطوة جديدة في مسار استكمال الاستحقاقات الدستورية، التي قد تكون مؤشراً على توافقات قادمة بين الأطراف السياسية. وبينما يعلق البعض آمالاً على قدرة المشهداني في تسهيل تمرير القوانين وتعزيز التعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية، تظل التحديات قائمة أمام تحقيق استقرار سياسي مستدام يتجاوز مرحلة المحاصصة إلى مرحلة بناء دولة المؤسسات. يبقى الأمل معقوداً على دور البرلمان الجديد في مواصلة تشريع القوانين التي تلبي احتياجات الشعب العراقي، وتعزيز المسار الديمقراطي بما يدعم الوحدة الوطنية ويضمن المصلحة العامة.

---

اخبار ذات الصلة