زيارة سرية لقاآني الى بغداد تنهي التصعيد الامريكي.. طهران تحذر بغداد من مغبة نيران غضب واشنطن

تقارير |   12:13 - 18/02/2024


موازين نيوز- بغداد
أفادت عدة مصادر إيرانية وعراقية وكالة "رويترز" بأنّ زيارة من قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد أدّت إلى توقُّف الهجمات التي تشنُّها فصائل متحالفة مع إيران في العراق على القوات الأميركية، ووصفت المصادر هذا بأنّه علامة على رغبة طهران في الحيلولة دون نشوب صراع أوسع نطاقاً.
وقالت المصادر إنّ قاآني التقى بممثلي عدة فصائل مسلحة في مطار بغداد يوم 29 كانون الثاني، أي بعد أقل من 48 ساعة من اتّهام واشنطن لهذه الفصائل بالوقوف وراء مقتل ثلاثة جنود أميركيين في موقع البرج 22 العسكري بالأردن.
وذكرت المصادر إنّ قاآني، الذي اغتيل سلفه قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيّرة أميركية بالقرب من المطار نفسه قبل أربع سنوات، أبلغ الفصائل بأنّ "سفك الدماء الأميركية يُخاطر برد أميركي عنيف".
وأضافت المصادر أنّ قاآني أبلغ الفصائل المسلحة أنّه يتعيّن عليها أن "تبتعد عن المشهد لتجنُّب شن ضربات أميركية على كبار قادتها أو تدمير بنيتها التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران".
ولم توافق إحدى الفصائل في البداية على طلب قاآني، لكن معظم الفصائل الأخرى وافقت. وفي اليوم التالي، أعلنت جماعة "كتائب حزب الله" المتحالفة مع إيران أنها ستُعلّق هجماتها.
 ومنذ الرابع من شباط الجاري، لم تقع هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، مقارنة مع أكثر من 20 هجوماً في الأسبوعين السابقين لزيارة قاآني في إطار موجة من أعمال العنف من قبل الفصائل ردّاً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني.
وقال قيادي كبير في إحدى الفصائل العراقية: "بدون تدخّل قاآني المباشر، كان من المستحيل إقناع كتائب حزب الله بوقف عملياتها العسكرية لتهدئة التوتر".
وأشارت وسائل إعلام عراقية إلى زيارة قاآني، لكن تفاصيل رسالته وتأثيرها في الحد من الهجمات لم ترد في تقارير قبل ذلك.
وتحدّثت "رويترز" بهذا الشأن مع ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومسؤول أمني عراقي كبير وثلاثة سياسيين شيعة عراقيين وأربعة مصادر في الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران وأربعة ديبلوماسيين يركّزون على الشأن العراقي.
استئناف المحادثات العراقية الأميركية
يُسلّط النجاح الواضح لزيارة قاآني الضوء على النفوذ الذي تتمتّع به إيران على الفصائل المسلحة العراقية التي تعمل تارة على زيادة الضغط وتارة أخرى على تهدئة التوتر لخدمة هدفها المتمثل في إخراج القوات الأمريكية من العراق.
وقالت المصادر إنّ الحكومة في بغداد تحاول منع تحول البلاد مرة أخرى إلى ساحة قتال للقوى الأجنبية وطلبت من إيران المساعدة في كبح جماح الفصائل بعد الهجوم في الأردن.
وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للشؤون الخارجية، لـ"رويترز"، ردّاً على سؤال لتأكيد زيارة قاآني وتأكيد طلب المساعدة في كبح جماح الفصائل المسلحة، إنّ السوداني "عمل مع كل الاطراف المعنية داخل و خارج العراق"، محذّراً من أن ي تصعيد "سيعمل على زعزعة أمن العراق والمنطقة".
وقال سياسي شيعي من الائتلاف الحاكم إنّ "الهجوم جاء بطريقة خدمت مصلحة الحكومة العراقية".
وفي أعقاب الهدوء الذي تلى ذلك، استؤنفت المحادثات في السادس من شباط مع الولايات المتحدة حول إنهاء الوجود الأميركي في العراق.
وتفضل عدة أحزاب وفصائل مسلحة أخرى متحالفة مع إيران في العراق إجراء المحادثات بدلاً من شنّ هجمات لإنهاء وجود القوات الأميركية. ولم تكن واشنطن مستعدة للتفاوض على تغيير في وضعها العسكري في ظل الهجمات، خشية أن يؤدي ذلك إلى تجرّؤ إيران.
وللولايات المتحدة حاليّاً نحو 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة. وهذه القوات جزء من تحالف دولي تم نشره في عام 2014 لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدّد، خاصة في غرب العراق وشرق سوريا.
من جهته، اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ الوجود الأميركي في العراق سيتحوّل إلى "علاقة أمنية ثنائية مستمرة"، ورفض التعليق على زيارة قاآني لبغداد.
وتؤكد الولايات المتحدة أنّ طهران تتمتع بمستوى عالٍ من السيطرة على ما تسميه "وكلاء" لإيران في المنطقة. وتقول طهران إنّها قدّمت التمويل والمشورة والتدريب للحلفاء، لكنهم يقررون العمليات بأنفسهم.
واعترف مسؤول أميركي آخر بدور إيران في الحدّ من الهجمات، لكنّه قال إنّه "ليس واضحاً ما إذا كان الهدوء سيستمر".
وقال مسؤول أميركي كبير آخر: "نحتاج إلى رؤية المزيد من الجهد على الأرض" من قبل العراق للسيطرة على الفصائل، مشيراً إلى عدم تنفيذ سوى عدد محدود من الاعتقالات فقط بعد هجوم بقذائف الهاون في كانون الأول على السفارة الأميركية في بغداد.


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام