تركيا تسرّع جهود تدويل قضية مقتل خاشقجي

العالم |   10:03 - 06/12/2018


 متابعة ـ موازين نيوز
رفضت المملكة العربية السعودية، مجدّدا، الزج باسم ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت المتحدثة باسم سفارة المملكة لدى الولايات المتحدة، فاطمة باعشن، إنّ الرياض ترفض رفضا قاطعا “أي اتهامات تزعم وجود صلة لولي العهد بهذا الحادث المروع”.
ونفت في تغريدات على تويتر أن يكون الأمير محمّد بن سلمان قد تواصل “في أي وقت من الأوقات مع أي مسؤول سعودي في أي جهة حكومية حول إيذاء المواطن السعودي جمال خاشقجي.
وتعمل الرياض على حصر القضية في مجراها القضائي والقانوني، في مواجهة المساعي التركية التي انتقلت من تسييس القضية إلى العمل على تدويلها.
واستغلّت أنقرة تعليق عدد من المشرّعين الأميركيين على القضية بعد استماعهم لإفادة مديرة الاستخبارات المركزية دينا هاسبل بشأنها لتصعّد من ضغوطها على السعودية، بعد أن انتهت جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا المجال إلى طريق مسدود، وبدأت القضية تتراجع بسرعة في سلّم الاهتمام الإقليمي والدولي، بعد أن جفّت المادة الإعلامية التي استخدمت بادئ الأمر في إذكائها، وخصوصا تسريبات المخابرات التركية للإعلام بشكل مدروس و”مشوّق”.
وأُعلن الأربعاء عن إصدار المدعي العام لإسطنبول مذكرتين للقبض على مسؤوليْن سعودييْن سابقيْن هما سعود القحطاني المستشار السابق لدى ولي العهد، وأحمد عسيري النائب السابق لرئيس الاستخبارات الخارجية السعودية، على خلفية الاشتباه بتخطيطهما لقتل خاشقجي.
واعتبر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عقب استماعهم لإحاطة هاسبل أنّ ولي العهد السعودي “لم يعد شريكا موثوقا” لبلادهم.
وقالت باعشن في تغريداتها إنّ بلادها “كانت صريحة في معالجة هذا الخطأ المأساوي، ومحاسبة المسؤولين عنه، ووضع الإجراءات التصحيحية لضمان عدم تكرار فجوة مؤسسية بهذه الطبيعة الكارثية مرة أخرى”.
وأكدت أن “العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة تعود إلى ثمانية عقود، وصمدت أمام العديد من العواصف”، مضيفة “إننا نحافظ على التزامنا الثابت بهذه العلاقة الثنائية التي تعمل من أجل الاستقرار الإقليمي والأهداف المشتركة الأخرى”.
ولا تبدو الدوائر السياسية والمؤسسات الأميركية متناغمة في الموقف من قضية مقتل الصحافي السعودي، وهو الأمر الذي يفسّره مراقبون بأن القضية تستخدم، على غرار العديد من القضايا الأخرى، في الصراع  السياسي المحتدم داخل الولايات المتحدة.
وعلى العكس من مواقف بعض المشرّعين المدعومين من دوائر إعلامية، يتمسّك الرئيس دونالد ترامب بفصل قضية خاشقجي عن مسألة العلاقات مع السعودية حماية لمصالح حيوية للولايات المتحدة.
وجاء موقف المشرّعين الأميركيين بمثابة “هديّة” غير متوقّعة لتركيا، ومن ورائها قطر، لإعادة قضية مقتل الصحافي إلى الأضواء بعد أن فتر الاهتمام الدولي بها.
وقال مسؤولان تركيان الأربعاء إن الادّعاء العام في إسطنبول خلص إلى أن هناك “اشتباها قويا” بأن سعود القحطاني وأحمد عسيري، شاركا في التخطيط لقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
وقال أحد المسؤولين الأتراك إنّ “خطوة الادعاء بإصدار مذكرتي توقيف لعسيري والقحطاني تعكس وجهة النظر القائلة إن السلطات السعودية لن تتخذ إجراء رسميا ضدهما”.
وأضاف “يبدو أن المجتمع الدولي يشك في التزام السعودية بمقاضاة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة. ويمكن للسلطات السعودية معالجة هذه المخاوف بتسليم جميع المشتبه بهم إلى تركيا حيث قتل جمال خاشقجي وقطعت أوصاله”.
ويظهر التركيز التركي على القحطاني وعسيري محاولة دفع الاتهامات صوب دائرة قريبة من ولي العهد السعودي.
وعلى مدار تطورات قضية مقتل خاشقجي بذلت تركيا جهودا لتدويل القضية، الأمر الذي فسّر بوجود رغبة لدى أنقرة بقيادة حزب العدالة والتنمية في عزل السعودية دوليا، في إطار صراع أوسع على النفوذ والمكانة في المنطقة، يتجاوز بكثير قضية مقتل الصحافي.
وأكّد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، أن بلاده لن تتردد في اللجوء إلى التحقيق الدولي إذا حصل انسداد في مسار قضية خاشقجي.
وقال أوغلو خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل، عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، إنّ جريمة قتل خاشقجي كانت حاضرة بين القضايا على هامش الاجتماع، مضيفا “التحقيق مستمر وسنواصل حتى النهاية”.
كما أكّد أن الرئيس رجب طيب أردوغان تناول القضية أيضا مع نظرائه على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت مؤخّرا في الأرجنتين. انتهى29/ ث


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام