العراق.. لماذا تشكل الاحتجاجات العنيفة خطرا على بقاء الدولة؟

تقارير |   05:42 - 31/08/2022


بغداد- موازين نيوز
بعد شهر من اقتحام حشود من المتظاهرين أبنية حكومية في سريلانكا، اقتحم متظاهرون في بلد مختلف أبنية حكومية رئيسية والتقطوا صورا شخصية لهم في حمامات السباحة الخاصة بالنخبة السياسية.
وجاءت أعمال العنف في العراق في أعقاب سلسلة اشتباكات حدثت في مناطق مختلفة، بعد أن أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أحد أكثر الشخصيات نفوذا في البلاد وله ملايين من الأنصار، اعتزاله الحياة السياسية.
ويقول مراقبون إن تحرك الصدر ربما يكون تكتيكيا، بعد أن أعلن تقاعده السياسي أكثر من مرة.
ويأتي ذلك في أعقاب عدم توافق الجماعات السياسية في العراق على تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، والتي فازت فيها كتلة الصدر بأغلبية الأصوات.
وقعت معظم الاشتباكات في المنطقة الخضراء، وهي منطقة تخضع لتأمين مشدد، نظرا لتمركز أبنية حكومية ومنظمات دولية بها في وسط بغداد.
وسُمع دوي إطلاق النار والصواريخ أثناء اشتباك في المنطقة الخضراء أسفرت عن وقوع ضحايا، وفي ظل تعليق الجلسات البرلمانية وفرض حظر تجول مؤقت في شتى أرجاء البلاد بسبب أعمال العنف، أغلقت إيران حدودها مع العراق، كما دعت الكويت مواطنيها إلى مغادرة البلاد وسط التصعيد.
والسؤال ماذا تحمل هذه الموجة من العنف في العراق، والتي دفعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى التصريح يوم الاثنين بأن "بقاء الدولة العراقية في خطر"؟
يعيش العراق حالة من الجمود السياسي منذ إجراء انتخابات غير حاسمة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعقبتها أطول فترة حتى الآن بدون تشكيل حكومة دائمة تدير شؤون البلاد.
وعلى الرغم من فوز الكتلة التي يتزعمها الصدر بمعظم المقاعد، لم يحدث توافق على تشكيل حكومة جديدة مع ثاني أكبر كتلة، تتألف أساسا من الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران.
وفي الوقت الذي رفض فيه إجراء محادثات مع المعارضين السياسيين، دعا الصدر مؤخرا إلى حل البرلمان وطالب بإجراء انتخابات جديدة.
وتمركزت حشود من أنصاره خارج مقر البرلمان منذ يوليو/تموز احتجاجا على الجمود السياسي، وامتدت الاحتجاجات إلى اقتحام المبنى. دعا خصوم الصدر، إلى إجراء تغييرات في النظام الانتخابي.
دعوات للتهدئة
 دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، القادة السياسيين في البلاد إلى "اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع".
ووصف متحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق الوضع بأنه "تصعيد خطير للغاية"، وحث جميع المتظاهرين على مغادرة الأبنية الحكومية فورا.
وقال: "يجب أن تعمل مؤسسات الدولة دون عقبات لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف وفي جميع الأوقات".
وأضاف: "احترام النظام الدستوري يثبت حاليا أنه أمر بالغ الأهمية"، وقال إنه "لا يمكن أن يكون العراقيون رهينة وضع يصعب التنبؤ به ويصعب تحمله" و"بقاء الدولة ذاته في خطر".
وأعلن مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، حظر تجول شامل على مستوى البلاد في أعقاب الاضطرابات.
كما علّق الكاظمي اجتماعات مجلس الوزراء وناشد الصدر من أجل التدخل ووقف القتال.
واستجابة لذلك أمر الصدر أنصاره بالانسحاب من خارج البرلمان، وأعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على استخدام جميع الأطراف السلاح، بحسب قوله.
واعتذر الصدر للشعب العراقي عن أعمال العنف، وأمر أنصاره بوقف احتجاجاتهم.
وقال في خطاب بثه التلفزيون "ما يحدث ليست ثورة لأنها ليست سلمية". "الدم العراقي حرام".
وبعد حديثه أنهى الجيش حظر التجول الذي كان قد فرضه يوم الاثنين.
من هو مقتدى الصدر
 مقتدى الصدر، البالغ من العمر 48 عاما، شخصية بارزة في الحياة العامة والسياسية العراقية خلال العقدين الماضيين.
هو نجل المرجع محمد صادق الصدر، برز على الساحة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 بصفته معارضا صريحا للاحتلال الأجنبي، وكان قائد جيش المهدي الذي اشتبك مرارا مع القوات الأميركية.
ووُصف "جيش المهدي" التابع له بأنه واحد من أقوى الجماعات التي قاتلت القوات الأمريكية، وأنه الجيش العراقي الجديد بعد الإطاحة بصدام حسين من السلطة. ولكنه أعاد تسمية قواته بـ"سرايا السلام".
ويعد الصدر، أحد أبرز الشخصيات المعروفة في العراق، وهو مدافع عن المواطنين العراقيين الذين يعانون من ارتفاع معدلات البطالة وانقطاع التيار الكهربائي المستمر والفساد.
ويذكر مشهد أنصاره وهم يقفزون في حمام السباحة داخل القصر الجمهوري يوم الاثنين بالقوة التي يتمتع بها الصدر من خلال العدد الهائل لأنصاره.انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام