تقارير | 05:57 - 11/11/2018
بغداد – موازين نيوز دبت الحياة في قطار وحيد في محطة القطارات الرئيسية في بغداد حيث حركة الركاب محدودة، فقد عادت من جديد الخدمة اليومية إلى مدينة الفلوجة ذات الشوارع المتربة التي تقع في اتجاه الغرب. وأكد سائق القطار والمحصل، لـ"رويترز"، أن قضبان الخط الحديدي الذي يمتد إلى محافظة الأنبار خالية الآن من الألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي ومن الجسور المنهارة التي نسفها التنظيم عندما اجتاح غرب العراق وشماله عام 2014". وأدى تقدم إرهابيي تنظيم داعش الإجرامي بسرعة إلى إغلاق الخط قبل أن تطردهم القوات المسلحة العراقية، من الفلوجة في 2016 وتلحق بهم الهزيمة على مستوى البلاد في أواخر 2017. وبعد التوقف الذي استمر أربع سنوات، أصبح مئات المسافرين يركبون القطار ليقطعوا مسافة 50 كيلومترا من بغداد إلى الفلوجة فيما يزيد قليلا على الساعة. ومن الممكن أن تستغرق الرحلة بالسيارة وقتا أطول. وقال الراكب ثامر محمد، إن القطار يوفر الوقت حيث يصل إلى بغداد الساعة الثامنة صباحا وهو ما يناسب جدول أعماله. وأضاف أن القطار أرخص من رحلة السيارة إذ يبلغ سعر التذكرة 3000 دينار عراقي (2.50 دولار). وتابع محمد (42 سنة) المقيم في الفلوجة والذي يحضر رسالة الدكتوراه في التاريخ في بغداد أن القطار "آمن من حيث الحوادث وتفرق بالوقت، السيطرات (نقاط التفتيش)، نتجاوز عقبات السيطرات". وتمثل عودة الخدمة اليومية ضمن شبكة السكك الحديدية التي ترجع لعصر الامبراطورية العثمانية مثالا حيا على محاولات العراق للتغلب على آثار الاضطرابات التي استمرت عشرات السنين. ويرى الركاب في الخط مثالا على حال البلاد، فقد تحسن الوضع الأمني بما يكفي للسماح بالمرور دون مشاكل عبر منطقة ريفية سيطر عليها لسنوات تنظيما داعش والقاعدة الإرهابيين. غير أن القطار في حالة متداعية ويرتج بشدة مع تزايد سرعته. وتتيح حالة القضبان السير بسرعة مستقرة تصل إلى نحو 100 كيلومتر في الساعة فقط لا أكثر، وقد تحطمت عشرات من نوافذ القطار بفعل الأطفال الذين يلعبون في الأوحال في أحياء بغداد الفقيرة ويرشقون عرباته بالحجارة أثناء مرورها. وأعرب محمد، عن "أمله أن تظل الخدمة مستمرة. لكنه أضاف أنها شهدت تأخيرات في الأيام القليلة الماضية، ففي بعض الأحيان ينفد الوقود أثناء الرحلة أو يواجه القطار أعطالا تقنية". وقال المسؤول الإعلامي بالشركة العامة للسكك الحديد، عبد الستار محسن، لـ"رويترز"، إن الشركة في حاجة ماسة لأموال لمواصلة تشغيل الخدمة. وأضاف محسن، "إحنا بالنسبة لنا شركة خاسرة ونبحث عن السبل الكفيلة للارتقاء بواقع شركتنا حتى تكون من جانب تعظيم الموارد المالية للشركة، فإحنا يعني بجهودنا الحقيقة من ميزانية الشركة قمنا بتأهيل هذا الخط". ومن الركاب المنتظمين في استخدام الخط شبان عاطلون يبحثون عن عمل إذ أن البطالة مشكلة مستمرة في العراق حيث انقلبت مظاهرات للاحتجاج على نقص الوظائف والمياه والكهرباء إلى احتجاجات عنيفة في مدينة البصرة الجنوبية في سبتمبر أيلول الماضي. وقال ياسين جاسم خريج الطب الذي حصل على شهادته مؤخرا "عندي مقابلة لوظيفة في منظمة أهلية اليوم في بغداد لكني لا أعلق عليها أملا كبيرا. أحاول الحصول على عمل عابر في الفلوجة لكن المتاح قليل والأجر منخفض". * من بغداد إلى اسطنبول ان جاسم وأسرته قد انتقلوا إلى الأمن النسبي في مدينة أربيل في شمال العراق الخاضع لسيطرة الأكراد أثناء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الفلوجة. وعانت المدينة والريف الخصب على امتداد نهر الفرات من سلسلة من المعارك المضنية في أعقاب الاجتياح الأمريكي للبلاد عام 2003 والإطاحة بصدام حسين. واشتهرت الفلوجة في 2004 عندما تعرض أربعة أمريكيين من المتعاقدين الأمنيين للقتل وتعليق جثثهم على جسر في المدينة. وفي كل مكان تظهر علامات تذكر بالوضع الأمني الهش، إذ يجوب رجال شرطة مسلحون القطار الذي يشق طريقه وسط ساحة للسيارات التي تعرضت للتدمير خلال الاشتباكات وأنقاض جسر بري نسفه الإرهابيون. ويأمل مسؤولو السكك الحديدية إعادة كل الخدمات حتى الحدود السورية. وكانت شبكة القطارات أقيمت خلال الانتداب البريطاني على العراق. وفي عهد حكم حزب البعث خلال الستينيات امتدت إلى اسطنبول وإلى حلب في سوريا عن طريق الموصل في شمال العراق. وتعرضت الشبكة القديمة للدمار أثناء الحرب مع إيران في الثمانينيات وفترة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق في التسعينيات وما أعقبها من أعمال عنف باستثناء الخدمة المنتظمة إلى البصرة ثم إلى الفلوجة الآن. وربما تكون خطط مد الخدمة فيما يتجاوز الفلوجة شديدة الطموح إذ أن القضبان مطمورة في الرمال. وقد تم تعزيز القوات العراقية على الحدود بعد هجمات مضادة شنها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا في الآونة الأخيرة. أما في الوقت الحاضر فخط الفلوجة يمثل خطوة كبيرة للأمام. وقالت إمرأة "شيء عظيم. بإمكاني أن أرى ابنتي التي ستتزوج رجلا من الفلوجة بانتظام الآن. في الوقت الحالي الأمور على ما يرام".انتهى29/6ن
تقرير: مخطط إسرائيل بتدمير حماس يقترب من الفشل
قيادات الاطار تتصارع حول ديالى وكركوك تشعل فتيل الازمة الكردية
تقلبات مزاجية الحكومة تحول احلام الموظفين لكوابيس.. ضرائب إضافية وعقوبات جماعية
توسعة الموصل تشعل الصراع بأطراف نينوى وسط تحذيرات من خروج الأمور عن السيطرة
منصب رئيس البرلمان يترقب الحسم والتوافق يغيب عن المشهد
العراق يستنفر جهوده الدبلوماسية لطرح ملفاته الهامة على طاولة الحوار مع أمريكا
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group