مؤتمر دول الجوار في بغداد.. خطوة مهمة بأهداف صعبة التحقق

تقارير |   06:23 - 09/08/2021


بغداد- موازين نيوز
تستضيف بغداد نهاية الشهر الحالي، مؤتمرا إقليميا يعتبر سابقة في عراق ما بعد 2003، من حيث المشاركين كما على مستوى التنظيم والفكرة في حد ذاتها، مؤتمر لم يشهد مثله العراق منذ حوالي عقدين من الزمن يتطلع من خلاله إلى استعادة مكانته عربيا وإقليميا وكسر الصورة التي ترسخت عن العراق ما بعد الاحتلال الأميركي.
وجهت الحكومة العراقية دعوات لقادة دول الجوار مثل السعودية وتركيا والكويت ودول أخرى صديقة وفاعلة في المشهد العراقي على غرار فرنسا التي أعرب رئيسها ايمانويل عقب اتصال بينه وبين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن "دعمه الكامل للعراق" وأشاد بـ"الدبلوماسية العراقية المتوازنة".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد وجهت دعوات للمشاركة في المؤتمر لكل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لكن أي تفاصيل عن الموعد الدقيق  للقمة وكافة المشاركين لم تتضح بعد.
 ولم يتبين خصوصا ما إذا كانت إيران ستنضم أيضا إلى المؤتمر الذي يأتي بعد أسابيع قليلة من أداء إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية وتولي مهامه كرئيس للبلاد.
ويرى الباحث ومدير مركز التفكير السياسي إحسان الشمري في المؤتمر "دليلا على أن هناك ثقة من دول جوار بالعراق" ومؤشرا إلى "استعادته لدوره إقليمي ولأن يكون عاملا في استقرار المنطقة"، لاسيما أن بغداد استضافت خلال الأشهر الماضية مفاوضات بين وفدين إيراني وسعودي لمناقشة تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.
فالعراق الذي يجد نفسه في وضع معقد بين جارته الشرقية وجارته  إلى الجنوب، يسعى إلى أداء دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط منذ أنزل الهزيمة بتنظيم داعش نهاية 2017، فيما تعدّ بغداد واحدة من العواصم الإقليمية القليلة التي تربطها علاقات جيدة مع الدول المجاورة.
لكن رغم الصورة التي الإيجابية التي تحيط فكرة استضافة العراق لمؤتمر إقليمي موسع إلا أن الأمر يبقى مجرد خطوة شكلية تصب في صالح مصطفى الكاظمي، مع الاستعداد للانتخابات المشكوك في إجرائها بعد اتساع رقعة الانسحابات.
وعن ذلك يقول الباحث في جامعة شيكاغو رمزي مارديني إن المؤتمر لن يشكّل أكثر من "انتصار رمزي" قبل نحو شهرين من الانتخابات النيابية المبكرة التي تريد حكومة مصطفى الكاظمي إجراءها بعد أكثر من عام على توليه المنصب إثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة.
ويضيف الباحث أن "الربح السياسي الحقيقي سيكون من نصيب الكاظمي، فذلك سيدعم بالتأكيد صورته ومكانته"، فيما يعيش العراق صعوبات وأزمات، بدءا من الكهرباء، الذي يعتمد العراق بشكل كبير لتوفيرها على الجارة إيران، فضلا عن التوتر الأمني، وصولا إلى التدني في مستوى البنى التحتية والخدمات، والأزمة الاقتصادية مع تراجع أسعار النفط وتفشي وباء كوفيد-19.
تأتي هذه القمة بعد زيارة للكاظمي إلى واشنطن أواخر يوليو اتفق فيها مع الرئيس الأميركي جو بايدن على إنهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة في العراق، وسط رفض للفصائل لأي وجود أميركي في البلاد، وهجمات متكررة ضد المصالح الأميركية تنسب إلى تلك الفصائل.
ويدرك المسؤولون العراقيون أن الطريق طويل، ولكن إن لم يتمكن العراق من أن يمارس ضغوطا كبيرة فإنه على الأقل وفر ساحة للحوار. كذلك، فإن من شأن أي تهدئة إقليمية، لاسيما بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما في العام 2016 متبادلتين الاتهامات بزعزعة استقرار المنطقة، أن تعود بالفائدة على العراق.
في المقابل، تنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي لمكافحة داعش، بينهم مئات الفرنسيين.

 في الأثناء، لم تجر محادثات بين العراق والسعودية منذ وقت طويل. وعام 1990، حين اجتاح صدام حسين الكويت، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع العراق، ولم تستأنف العلاقات بينهما إلا في عام 2017، أي بعد 15 عاما على سقوط صدام حسين.
كذلك، فإن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، قريب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفيما تسعى بغداد إلى تحقيق تقارب بين حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أي السعودية والأردن ومصر، لاسيما مع استضافتها نهاية يونيو قمة ثلاثية جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله والكاظمي، فإنها تدعم أيضا عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
بالمحصلة يرى مارديني أن المؤتمر يبقى "خطوة مهمة" لكن "ينبغي عدم المبالغة في تقييم نتائجه... لا أعتقد أن العراق سيتمكن من تحقيق أي شيء ملموس منه".انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام