اتفاق الانسحاب الأميركي.. استجابة للضغط العراقي أم لدخول الصين على خط المنافسة؟

تقارير |   07:57 - 29/07/2021


بغداد- موازين نيوز
اتفق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لواشنطن على إنهاء وجود القوات القتالية الأميركية على الأراضي العراقية بنهاية العام الجاري.
ويعود إنهاء هذا الوجود إلى اتفاقية إستراتيجية بين البلدين عقدت في عام 2008 وتم تنفيذها في 2011، قبل أن تطلب بغداد عام 2014 عودة القوات الأميركية بعد اجتياح تنظيم داعش الارهابي مناطق شاسعة من شمال وشمال غربي العراق، لتستمر منذ ذلك الحين المناورات بين الفصائل مع القوات الأميركية داخل الأراضي العراقية.
 ومن بنود الاتفاق الجديد الذي أبرمه الكاظمي وبايدن أن يتحول دور القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق من القتال إلى المهمات التدريبية والاستشارية والمساندة على مختلف الأصعدة المتعلقة بتدريب القوات العراقية ومكافحة الإرهاب.
القوة الناعمة
وبعيدا عن التحقيق والإنجاز، هناك أسئلة واستفهامات كثيرة تحوم حول قرار الانسحاب، أبرزها: هل سيُحسب نجاحه لفصائل المقاومة من خلال استهدافها المستمر للمصالح الأميركية داخل العراق أم لطرف المفاوض العراقي والدبلوماسية العراقية بعد أن فشلت لسنوات عدة في ذلك؟ وما احتمال أن يُستغل ذلك ويوظف سياسيا لصالح بعض الأطراف في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل؟
وقبل الحديث عن مخرجات هذا الحوار من الضروري التمييز بين اتفاقيتين، الأولى تتعلق بالانسحاب، والأخرى بالتعاون ضمن الإطار الإستراتيجي في الأطر الأمنية والسياسية والثقافية والاقتصادية بين حكومتي بغداد وواشنطن الموقع بينهما عام 2008، وعموما إن الانسحاب معناه ترتيب الوجود والحضور للمواقع العسكرية الأميركية في العالم وتعدادها ألف قاعدة، كما يقول المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية رعد قاسم العزاوي.
موضوع الاتفاق على تحديد فترة الانسحاب لا يتعلق في جوهره بقوة العامل الداخلي العراقي، ويكاد يكون غير مؤثر أبدا بالنسبة لفصائل المقاومة أو الحكومة العراقية، وإنما يتعلق الأمر -حسب العزاوي- بتلك المتغيرات السريعة التي ظهرت على الساحة الدولية بدخول الصين في تحالفها مع إيران وروسيا ضمن ما تسمى القوة الناعمة وطريق الحرير.
ويقول العزاوي، إن واشنطن تسعى لرفع القوة الظاهرية القتالية إلى الأردن وإحلال قوة فضائية عالية التقنية مكانها بحيث يمكن لغرفة واحدة من الأجهزة التقنية في غربي العراق أن تدير شبكة كاملة من المقذوفات الصاروخية والقنابل الذكية باستخدام ما تسمى الأسلحة التي لا تنام وجيش بدون بشر، مشيرا إلى أن أميركا تريد استخدام طريقة أخرى لإدارة القوة في العراق لمواجهة التغلغل الصيني عبر طريق الحرير.
وللمشرق العربي -والعراق خصوصا- مكانة مهمة، فإذا تمكنت أميركا وحلفاؤها من تثبيت وجودها فيه فستقطع بذلك الطريق عما تسمى الاتفاقية الصينية الخاصة بطريق الحرير، وإذا حصل العكس ونجحت الصين وحلفاؤها بالتغلغل وتحقيق إستراتيجيتها فستنتزع بذلك -كما يؤكد العزاوي- الصدارة في النظام الدولي العالمي والاقتصادي من أميركا.
ويؤكد أن الموضوع بحاجة الى إعادة ترتيب دبلوماسي باستخدام أوراق الضغط التي يمتلكها العراق فقط.
دور تكاملي
وعلى عكس العزاوي يرى المحلل السياسي العراقي محمد البصري أن ما وصفها بإرادة الشعب المقاوم اجتمعت في دور تكاملي مع إرادة المفاوض والدبلوماسية العراقية، ونتجت عن ذلك مخرجات الحوار الإستراتيجي المتضمن إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وحسب البصري، فإن هذا الاستهداف أجبر واشنطن على الجلوس على طاولة الحوار، مستبعدا أن تكون هذه الخطوة مجرد دعاية انتخابية لبعض الأطراف السياسية، لأن قصف المصالح والأهداف الأميركية تصاعد بعد اغتيال أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي.
ويتوقع البصري أن تستغل واشنطن شباك من يسمون المستشارين والتدريب للعودة مجددا من الباب أو البقاء كما حدث عام 2014 عندما استخدمت ذريعة محاربة تنظيم داعش وعادت، واصفا قرار الانسحاب الأميركي من العراق بـ"الانتصار الكبير" لإرادة "المقاومة" والشعب معا.
تكتيك وقتي
من جهته، لدى المحلل السياسي علي البيدر رأي يبدو مثيرا ومختلفا تماما عما جاء به العزاوي والبصري بتوقعه أن يكون قرار الانسحاب جزءا من مناورة متفق عليها بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية لإقناع وامتصاص الضغط الحاصل عليهما من الفصائل، وإيهامها بأن هناك انسحابا لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية.

ومع ذلك، لا ينفي البيدر أن يكون ما تحقق هو فعلا انتصار للفصائل والتيارات السياسية المؤيدة لها أو التي تشرف عليها، وهذا ما يدفعه إلى التوقع بأن يُستغل انتخابيا في الانتخابات المقبلة.
وتحاول واشنطن وبغداد من خلال هذه المناورة استثمار عامل الوقت لتهدئة الأوضاع الحالية الشائكة لحين إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تتعامل برؤية مختلفة تماما ربما تضرب كل ما تم الإعلان أو الاتفاق عليه بعرض الحائط، مستندا بذلك إلى أن الحكومة الجديدة ستتشكل قبل المدة المحددة لانسحاب القوات الأميركية القتالية وهي نهاية العام الحالي.انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام