ذوو الإعاقة في العراق.. قصص نجاح ومعاناة تكتب بماء الذهب

دنيا و سمارت |   03:38 - 20/06/2021


بغداد-موازين نيوز


استسلم الكثيرون من البشر لعجزهم ورفعوا للابداع راية بيضاء، يعللون ذلك بما يعانوه، ولكن أن بحثت ستجد الاف المعاقين الذين جعلوا من احلامهم اساطير تتحدث عن نفسها بعد أن خاضوا جميع الاعمال وصنعوا النجاح.
ومن بين هؤلاء الالاف قصة زينب علي، التي نجحت في مجال عملها بالتعليم وتعد نموذجا مهما في التميز والابداع.
زينب أبنه ال(28) عاما تسكن محافظة البصرة، وتخرجت من كلية التربية، كفيفة مذ ولادتها وشقت طريقها بمساعدة أهلها لتحصل على البكالريوس في علوم الرياضيات لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم.
تقول زينب في حديثنا معها إنها "لم تبصر منذ ولادتها لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة حلمها وتحقيق هدفها المنشود بمساعدة أهلها حتى باتت اليوم واحدة من أهم التربويين في المحافظة، فضلا عن ذلك فإنها تؤدي اغلب مهامها بشكل لا يقل نشاطا مع اقرانها الذين لا يعانون من شيء".
وتضيف أنها "تمكنت من على تجاوز الصعاب حتى انها تستخدم التكنلوجيا والهواتف الذكية عبر بصمة الصوت".
وتتابع أنها "عانت في بادئ الامر من حديث اقرانها عنها إلا أن هذا الامر تحول فيما بعد إلى طاقة إيجابية دفعها للوصول ألى ما فشل بوصوله الاخرين"، لافتة ألى أن "البيت والتنشأة الأولى هي المربي الأول للإنسان وهي من تصنع منه طريقه، كما أن الإصرار على تحقيق الهدف يذلل الصعاب ويخفف من كل عاهة يعاني منها الإنسان".
وبالعودة قريبا إلى ما فعلته شريحة ذوي الإعاقة الذين حضروا بشكل كبير في ساحات الاحتجاج التي شهدها العراق مؤخرا، نجد كثيرا منهم يسيرون مثل نهر حزين يمر على الأرض، كان من بينهم جاسم محمود الذي يمتطي كرسيا متحركا اخترق من خلاله الدخان ليساهم باسعاف المصابين من خلال تقديم الماء والخميرة لتقليل حدة الاختناق الذي تخلفه الغازات المسيلة للدموع".
محمود يقول، إن "المشاهد الدموية التي عرضتها شاشات التلفاز دفعتني من غير أن افكر باعاقتي للنزول إلى ساحة التحرير لمشاركة اخوتي في المطالبة بحقوقنا المسلوبة".
ويضيف أن "حال وصولي إلى الساحة طلبت من احد المتظاهرين أن اعمل مسعفا للمصابين الذين يتعرضون للاختناق فارتديت القناع الواقي من الدخان وجهزت نفسي بالخميرة والببسي والماء واقوم بسكبها على وجوه المتظاهرين الذين يتعرضون للاختناق".
ومع كل أزمة سياسية تزداد شريحة المعاقين بعشرات الالاف بدأت منذ الحرب العراقية الإيرانية مرورا بحرب الخليج ليأتي بعدها سرب المفخخات والحرب على داعش وليس انتهاء بما خلفه القمع الحكومي للاحتجاجات العراقية في تشرين عام 2019.
وتعاني هذا الشريحة من وضع صحي صعب جدا في العراق  بسبب غياب دور القوانين التي تضمن لهم حياة تحقق لهم كل ما يتطلبوه.
ومن محمود إلى سماء العلي التي ولدت بلا عمود فقري وحولت انتكاستها الصحية إلى الوان زاهية متخذة من فن الرسم طريقا لمعالجة الالام التي تعانيها من تشوهها الجسدي.
الأمير نجحت بملئ بيتها الصغير ببشاشتها ومرحها الدائمين وبنشاطها الحياتي والفني ".
وتضيف أنها "قاومت شللها بفن الرسم وحصدت على اثره جوائز عدة، ومن دول مختلفة عربية واجنبية".
وتتابع أن "الإعاقة الحقيقة هي إعاقة الفكر وليس الجسد، ومن يملك روحا قادرة على صناعة الجمال لن يشعر بمرضه على الإطلاق وسينجو كثيراً من الانكسارات التي تخلفها الأيام والاعوام".

"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام