14 عاما على إعدامه.. محطات لحياة أبرز الوجوه الكردية بالنظام السابق

تقارير |   06:53 - 20/03/2021


بغداد- موازين نيوز
مناصب عديدة ورفيعة تقلدها طه ياسين رمضان حتى أصبح النائب الأول للرئيس الأسبق صدام حسين، وأحد أركان القيادة المقربين منه، وأسهم في تنفيذ سياسات صدام وبسط قبضته على عموم العراق.
وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 جرى اعتقاله باعتباره أحد أهم المطلوبين وتم تقديمه للمحاكمة ليتلقى الحكم بالإعدام الذي نفذ فجر الثلاثاء 20 مارس/آذار 2007 لتطوى آخر صفحة في مسيرة حياته.
تدرجه في المناصب
ولد طه ياسين رمضان في مدينة الموصل عام 1939 وأكمل فيها تعليمه الثانوي، ونشأ في أسرة فلاحية بسيطة تنحدر من أصول كردية، ويكنى بالجزراوي نسبة إلى مدينة "جزرة" الكردية جنوب شرق تركيا.
ويشير الإعلامي والباحث حميد عبدالله، إلى أن رمضان كان يعاني من ضعف مؤهلاته الدراسية، وتطوع نائب ضابط في الجيش العراقي، وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب بعد انقلاب يوليو/تموز 1968، وبعدها حاز رتبة رائد، وأصبح حلقة وصل بين المكتب العسكري لحزب البعث وبين القيادة.
ويبيّن، أن رمضان تولى مناصب عديدة، وهو ميال إلى التطرف والقسوة ويحاول أن يكون ملكيا أكثر من الملك في كل سلوكه، لذلك ترأس المحاكم الخاصة التي شكلها حزب البعث في أكثر من مناسبة، وعرف بسلوكه الغليظ والقاسي.
كما عرف عن رمضان كونه متابعا جيدا ويدير المهام التي توكل إليه بحماس ونشاط ودقة -كما يقول عبدالله- ولذلك أوكل له العديد من المهام التنفيذية، وأسندت إليه وزارة الإعمار والإسكان ووزارة الصناعة والنائب الأول لرئيس الوزراء ورئيس اللجنة الاقتصادية وغيرها.
سياسته
"كان رمضان يتسم بالتردد والحذر الشديد، لأنه لم يأخذ مكانه بسبب مواصفاته ومؤهلاته وقد جاء بالصدفة، حيث كان مطيعا لقيادته وكثير التردد إلى منزل الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وكان هو من يفتح الباب لضيوف البكر"، بحسب المفكر السياسي حسن العلوي.

ونوه العلوي إلى أن ضعف كفاءة رمضان جعلته يتخوف من فقدان مكانته لصالح متنفذين في الحزب لذلك كان يخشى قيادات الحزب أكثر من خشيته من المعارضة، موضحا أنه ارتمى إلى الحزب لأنه من دون الحزب لا يمتلك أي شيء.
ويسترسل العلوي بالقول، "أجريت مقابلة صحفية مع رمضان في سبعينيات القرن الماضي وادعى بأنه هو من قام بالثورة والانقلابات وغيرها، وقد أخبرت صدام بأن رمضان يحاول إعطاء نفسه صورة أكبر من حجمه، فقال صدام هذا من أصحاب الحجوم المخترعة، لكن ما دام معنا بالقيادة فحقوقه كاملة".
وحول موقفه من القضية الكردية، أكد العلوي أن رمضان ما كان يعتبر نفسه كرديا على الإطلاق، وكان موقفه مع الحزب إذا تصالح الحزب مع الكرد يتصالح، وإذا كان في حالة حرب فهو يعلن الحرب.
وفي السياق ذاته، يشير عبدالله إلى أن رمضان نسي جذوره الكردية ولم يؤثر ذلك على ولائه وآرائه بل بالعكس كان تعامله قاسيا على الأكراد، ولم يختره صدام للتفاوض مع الأكراد مطلقا.
اعتقاله
كان رمضان أحد قيادات النظام العراقي السابق المطلوبين الـ55، وبعد ورود معلومات استخبارية ومتابعة دقيقة تم التوصل إلى المكان الذي يوجد فيه، في منطقة الرشيدية على طريق الموصل – دهوك، وهي منطقة زراعية، وكان في إحدى المزارع ويدير اجتماعاته هناك، بحسب العميد سرباز حمد أمين، قائد عملية اعتقال طه ياسين رمضان.
ويكشف أن المحاولة الأولى لاعتقال رمضان لم تنجح، حيث دخلت مفرزة قوات البيشمركة الكردية إلى المزرعة التي كان يختبئ فيها بشكل مباغت، لكنهم لم يجدوا رمضان، وحصلوا على وثائق مهمة، وقطع سلاح، وتم اعتقال أحد مرافقيه واصطحابه إلى السليمانية للتحقيق معه، وبعد شهر اعترف محمد رشيد الداودي أحد مرافقي رمضان القدامى والمسؤول عن حمايته.
ويضيف أنه بعد اعتقال الداودي والضغط عليه وإغرائه بالعفو عنه، بدأ يتجاوب وأبدى استعداده لمرافقتهم إلى البيت الذي يختبئ فيه رمضان في أحد أحياء الموصل، وتم اقتحام المنزل وحاول الهروب لكنه استسلم وأخبرهم بأنه لم يكن يتوقع أن يتم اعتقاله بهذه البساطة.
ويلفت أمين إلى أن رمضان لم يكن يعتبر نفسه كرديا وكان موقفه سيئا من قضيتهم، ويوم اعتقاله تكلم معهم باللغة العربية لأنه لا يجيد الكردية وقال لهم إنه نساها فلم يتكلم بها منذ أن كان في العاشرة من عمره.
وبعد اعتقاله جرى تسليمه إلى القوات الأميركية في الموصل، والتي قامت باحتجازه في معتقلاتها تمهيدا لمحاكمته.
محاكمته وإعدامه
وعن مجريات محاكمته، تقول موكلة الدفاع عن رمضان، المحامية اللبنانية بشرى الخليل إن موكلها تعذب كثيرا في السجن وتلقى معاملة سيئة، وتحقيقات شرسة من قبل الأميركان، وهذا يفند مزاعم أميركا بحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وشددت بشرى على أن رمضان لم يكن له أي دور أمني أو سياسي في قضية الدجيل التي حوكم فيها، حتى أن الرئيس صدام تعجب عندما رآه مع المتهمين في تلك القضية، مؤكدة أن تجريف الأشجار التي اتهموه بها كانت لغرض توسيع الطرقات وليس لها أي علاقة بقضية محاولة اغتيال صدام في الدجيل آنذاك.
وحول بقية القضايا التي لم يحاكم فيها ومنها قضية التجار المتلاعبين بالأسعار، قالت إنهم استعجلوا في إعدامه، وهذه مخالفة قانونية، وكان عليهم إكمال كل المحاكمات قبل إعدامه.
كان موقفه صلبا في المحاكمة -كما تفيد بشرى- وتضيف: "تعرض فريق الدفاع للتضييق وعدم منح الوقت الكافي للاطلاع على القضايا، ومع ذلك اكتشفت وجود تحريف وتلاعب بالألفاظ في إفادة رمضان، وطالبت بإعادة التحقيق بعد ثبوت التزوير لكن هذا لم يتم، بل أخرجوني من المحكمة".
واعتبرت بشرى تلك المحكمة أميركية بالكامل، حيث كان الأميركان يشرفون على كل تفاصيل المحكمة وقراراتها، وحتى أماكن الجلوس يحددها الأميركان، وتعرب عن اعتقادها بأنهم "أمروا القاضي بإخراجها عندما اهتزت صورة المحكمة بسبب مداخلاتها القانونية".
وقد حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد لكنها عادت وحكمت بإعدامه، لأن المحاكمة كانت مفصلة على مقاس إعدامهم جميعا، على حد تعبير بشرى الخليل.انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام