الدولمة.. أكلة توحد أذواق العراقيين

تقارير |   12:57 - 16/10/2020


بغداد- موازين نيوز
تتربع "الدولمة" على عرش سفرة الطعام العراقي، وتتصدر قائمة مائدة المناسبات والضيوف في كل بيت، فلا منافس لها بين الأطباق الأخرى في بلاد الرافدين، حتى أصبحت سفيرة الأكلات العراقية في الخارج، والتي تحرص أغلب المطاعم العراقية في الخارج على تقديمها كطبق غني بالدسم والخضار والبهارات.
وبحسب الكثير من خبراء الطبخ، فإن أصل هذه الأكلة يرجع إلى تركيا، لكنها تُطبخ بالعراق بنكهة عراقية خالصة.
يقول جمعة عمر -الذي يعمل طاهيا في أحد المطاعم المشهورة ببغداد، إن الدولمة تتكون من أرز متبل ببهارات عراقية، ويخلط بالخضار المفروم ناعما مع كل من الثوم، والبصل، والبندورة، والبقدونس، ويضاف لها اللحم المفروم ومعجون الطماطم.
تُحشى بعد ذلك بورق السلق أو ورق العنب مع مجموعة من الخضار مثل البصل والفلفل والباذنجان، التي تضيف نكهة مميزة، حيث تكون أضلع الغنم أو الباقلاء في قعر قدر الطبخ، مع كمية من الماء والليمون، وتوضع في قدر محكم الإغلاق وتطبخ على نار هادئة، "لتعم بعد ذلك رائحتها الزكية أرجاء المكان".
طقوس خاصة
وللدولمة طقوس خاصة تميزها عن باقي الأطباق، حيث تصفها بشرى حمود -وهي سيدة تطبخها لعائلتها بانتظام- بأنها "زينة المائدة العراقية"، وتحرص على طبخها بعناية فائقة، كما تقول.
وتبدأ الطقوس من طريقة تقديمها، حيث يقلب القدر على صينية مدورة ثم يرفع بعناية لتتوج سفرة الطعام، وهي تعرف كذلك بأنها أكلة عائلية، ومتعة أكلها تكون بتجمع أفراد العائلة حولها، خاصة وهم يشيدون برائحتها الزكية وطعمها الأخاذ، أو تُحضر للمغترب الذي يزور أهله بعد سفر طويل، فيرحب بهذه الأكلة ليسترجع الأجواء التي كان يحن إليها.
ويحرص العراقيون على تقديم الدولمة للضيوف، سواء أكانوا من داخل البلد أم خارجه، حيث يقول محمد أسعد -وهو رجل أعمال- "لكوني تاجرا في السوق فعندي أصدقاء من الوطن العربي، وأقتنص فرصة ضيافتهم بتقديم طبق الدولمة التي تطبخها زوجتي ببراعة، لأذيقهم الطعام العراقي الذي أعتبره فريدا من نوعه من حيث النكهة، وغرابة الطعم اللذيذ وتنوع مكوناتها يبقيان ذكرى جميلة عن العراق، طبعا بالإضافة إلى الأطباق الأخرى التي تتميز بها المائدة العراقية عن غيرها".
نكهات مختلفة
ولأن العراق متنوع الثقافات والأعراق، فطبق الدولمة يتنوع أيضاً من حيث المذاق، بحسب طبيعة المحافظات العراقية، حيث يضيف جمعة عمر أن الدولمة يختلف مذاقها بحسب المحافظات العراقية.
فالمحافظات الشمالية مثلا تحبها حمراء، أي "يضاف إليها معجون الطماطم" وحامضة، أما محافظات الوسط والجنوب فتفضل أن يميل لونها إلى الصفرة، ويكون طعمها لاذعا، أي متبلة ببهارات حارة.
وانتشرت في الآونة الأخيرة فيديوهات تُظهر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهم يتذوقون لأول مرة هذه الأكلة أمام كاميراتهم، وينقلون انطباعاتهم عن مذاقها لمتابعيهم عبر يوتيوب أو فيسبوك، حيث أبدوا إعجابهم الشديد بها، واصفين إياها بأنها "دسمة وغنية بالمكونات ولذيذة"، وأنهم وجدوا فيها الروح والهوية العراقية، كما يقولون.انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام