تحليل.. لماذا يقفز سعر خام الحديد عالمياً؟

تقارير |   04:56 - 13/02/2019


متابعة – موازين نيوز
ليس هناك أسوأ من حالة الجنون التي تصيب الأعمال التي تديرها في الوقت الذي تستمع فيه أنت بإجازتك لتفاجئ بعد عودتك أن كافة الأمور انقلبت رأساً على عقب.
ويرى تحليل نشرته وكالة "بلومبرج" أن هذا ما حدث بالنسبة لمستثمري خام الحديد في الصين على مدار الأسبوعين الماضيين، وذلك عقب كارثة انهيار سد في البرازيل تابع لشركة "فالي" والذي ولد مخاوف بشأن سحب 40 مليون طن متري من السوق مع إغلاق شركة التعدين البرازيلية مرافق مماثلة.
وفي الوقت الذي قضى فيه المتداولين في الصين الأسبوع الماضي يحتفلون بالعام القمري الجديد مع أسرهم، فإن العقود المستقبلية لخام الحديد في سنغافورة قفزت بنحو 8.4% مع انتشار المخاوف المتعلقة بنقص المعروض.
وسارع العقد العالمي الرئيسي المتداول في بورصة داليان للسلع الواقعة جنوب شرق بكين باللحاق بركب الصعود مع بداية الأسبوع الجاري محققاً ارتفاعاً بنحو 4.9% وذلك بعدما توقفت تداولاته طوال فترة الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة، مسجلاً أعلى إغلاق في نحو عامين.
وأن يقود سوق العقود الآجلة في سنغافورة نظيره في داليان هو أمراً نادراً، فسوق خام الحديد الصيني أكثر سيولة بفارق ضخم، إلى جانب وجود ما يقرب من مليوني عملية من التبادلات اليومية مقارنة بـ10 آلاف تقريباً في سنغافورة.
أما الفارق بين سعر الشراء والبيع وهي الطريقة الأفضل لقياس السيولة فإنها تميل لأن تكون أدنى 10 نقاط أساس، وهو أقل من ثلث ما تراه في سنغافورة.
وتلك الهيمنة الصينية ازدادت في العام الماضي، حيث أنه في 2018 استحدثت هيئة تداول العقود المستقبلية في الصين مؤشرا جديدا للنفط يسعى لمنافسة خامي "نايمكس" و"برنت"، وفتحت تداولاته أمام المستثمرين الأجانب، وبعد ذلك قامت بورصة داليان للسلع بالأمر نفسه بالنسبة لخام الحديد.
وعبر عدة طرق أصبحت بورصة داليان أكثر نجاحاً، وفي الوقت الذي فشلت فيه العقود النفطية في شنغهاي في أن تترك بصمة مقارنة بأقرانها في بورصتي لندن ونيويورك، فإن مستثمري خام الحديد خارج الصين تحركوا وبشكل جماعي للمشاركة في عقود خام الحديد الصينية.
ويمكن رؤية ذلك في الفارق بين سعر الشراء والبيع بين عقود داليان وسنغافورة.
واعتاد سعر خام الحديد المتداول في الصين أن يكون أعلى بما لا يقل عن 17% من سعر الخام خارج البلاد، متماشياً مع ضريبة القيمة المضافة التي فرضتها بكين على واردات المعدن.
ولكن منذ مايو الماضي والمستثمرون في الخارج قادرون على المشاركة في سوق العقود الآجلة لخام الحديد المعفى من الضرائب داخل الصين طالما أن التسليم الفعلي للمنتج يحدث في المستودعات الصينية.
ونتيجة إلى ذلك، فإن العلاوة السعرية (اختلاف السعر) بين الخام داخل وخارج الصين تلاشت أو حتى اتجهت نحو النطاق السالب.
وهذه ليست أخبار سيئة تماماً بالنسبة لسنغافورة، فإن عقود بورصة داليان يتم تسويتها فعلياً، بمعنى أن هؤلاء الذين يمتلكون مراكز استثمارية طويلة بنهاية كل شهر عليهم أن يكونوا قادرين على تسليم مئات الأطنان من الخام.
بينما في سنغافورة تتم التسوية نقداً، وبالتالي فإن المتداولين ببساطة سيجدون بدلاً من ذلك تحول حسابتهم إلى دائن أو مدين.
وفي معظم أسواق السلع الأساسية تعتبر العقود التي يتم تسويتها نقداً الأكثر سيولة، لذلك فإنه من الممكن أن تصبح سنغافورة -مع ارتباط أكثر صرامة بالسوق في الصين- مكاناً لتجار السلع العالميين.
ومع ذلك، فإن العقود الآجلة للسلع التي تتنوع بين التفاح والقطن وخام الحديد والتي تشهد اهتماماً من المستثمرين الأفراد الذين يحافظون على الحيوية في أسواق العقود الآجلة في الصين قد تكون جيدة في توقع اتجاه الأسعار على المدى الطويل، ونتيجة لذلك فإنه ليس من الواضح أن العالم يحتاج إلى سوق لتسوية العقود نقداً بدلاً من التسليم الفعلي للمنتج.
ومع ذلك فإن أسعار العقود المستقبلية في سنغافورة قبل أسبوعين فقط لم تلمس مستوى 80 دولاراً للطن المتري لأي آجل تسليم، وبفضل هذا الارتفاع السريع في مقدمة المنحنى الأمامي، نجد أن السعر في كل العقود المستقبلية حالياً وحتى عام 2020 أعلى هذا المستوى.انتهى29/6ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام