استراتيجية الاستثمار السلبي تستعد للسيطرة على الأسواق

تقارير |   04:32 - 24/01/2019


متابعة – موازين نيوز
في سياق المقارنات التي تُجرى داخل الأسواق المالية، تسلط وكالة موديز لخدمات المستثمرين الضوء على واحدة من أكثر تلك التشبيهات "وحشية".
وترمز الوكالة لصناديق الاستثمار المشتركة النشطة بالهواتف المنزلية، بينما تصف صناديق الاستثمار السلبي بالهواتف المحمولة.
وتعتبر هذه هي الخلاصة التي توصل لها المحللون في الوكالة بقيادة "ستيفين تو" بعد تسجل تدفقات خارجة قياسية بقيمة 369 مليار دولار من صناديق الاستثمار المشتركة طويلة الآجل.
في حين أن التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة ظلت إلى حد كبير متماشية مع أرقام السنوات الأخيرة.
ويقصد بالاستثمار النشط أن المحفظة الاستثمارية تهدف للتفوق على أداء السوق أما النهج السلبي فيركز على محاكاة مؤشر معين وتقليص مصروفات وتكاليف الاستثمار.
وتقول وكالة "موديز" أن هذا الاختلاف الشديد يمثل تقييم ائتماني سلبي لمديري الأصول التقليديين وربما يشير إلى فقدان الصلة مع العملاء.
وتشير رؤية تحليلة نشرتها "بلومبرج فيو" إلى أنه يمكن أيضاً أن يكون الأمر أثر "جاك بوجل"، حيث أن مؤسس "فانجارد جروب" والذي توفي مؤخراً عن عمر يناهز 89 عاماً، تلقى إشادات في جميع أنحاء وول ستريت بسبب تحويله عالم الاستثمار عبر التركيز على أدوات ذات تكلفة منخفضة ما نقل الأموال من مديري الصناديق إلى الأفراد.
وجدير بالذكر أنه تم الإفصاح عن تقرير "موديز" بعد أنباء وفاة "بوجل" بأقل من 24 ساعة، والذي ربما يكون إشادة أخيرة لقائد الاستراتيجية منخفضة التكلفة.
وتُعد التدفقات السلبية هي التفكير الأفضل لتشبيه اعتماد التكنولوجيا ذات القيمة المضافة (الهواتف المحمولة VS الخطوط الأرضية، على سبيل المثال)، وسوف تنتشر بإطراد في جميع أنحاء السوق مع مرور الوقت.
وتعتبر صناديق الاستثمار السلبي منخفضة التكلفة وسيلة أكثر كفاءة لتوجيه الأرباح من الشركات الأمريكية إلى المستثمر النهائي بسبب تراجع رسوم إدارة الاستثمار الموجهة إلى مديري الأصول وتكاليف التداول إلى شركات السماسرة والوسطاء الآخرين ومن النشاط الاستثماري ومن الأخطاء التي يرتكبها متوسط مديري الاستثمار النشط.
وكنتيجة لذلك، فإن المحرك الأساسي للتدفقات الداخلة لصناديق الاستثمار السلبية منخفضة الرسوم مقابل صناديق الاستثمار النشط مرتفعة الرسوم تقوم بتغيير تفضيلات العملاء جراء زيادة الشفافية.
وليس هناك وضع تجميلي: فهذه آفاق متشائمة لمديري صناديق الاستثمار النشط.
وعلى نحو فعال، تقول وكالة "موديز" إنه لا يوجد اتجاه يمكن للأسواق أن تتحرك فيه من شأنه المساعدة على جذب المزيد من الأموال لصناديق النهج النشط، وذلك بسبب إقتناع المستثمرين بأن الوسائل السلبية منخفضة الرسوم سوف تتفوق (أو على الأقل ستظل تنافسية للغاية) على المدى الطويل.
وهذا الوضع يشبه تماماً رفض جيل الألفية للهواتف المنزلية باعتبارها باتت صيحة قديمة مقارنة بعصر الهواتف الذكية، وبالتالي فإن الجيل الحالي سوف يتخلى عن الصناديق التي تجادل بقدرتها على التفوق على المؤشرات الرئيسية فيها بشكل مستمر.
وذكرت "موديز" أنها تتوقع أن تتجاوز استراتيجيات الاستثمار السلبية نظيرتها النشطة بحلول عام 2024 على الأكثر.
ويقول الكاتب إنه في يونيو الماضي جادل بأن خفض وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني لشركة " فرانكلين ريسورسيز"، وهو أول خفض ائتماني في 5 سنوات لشركة إدارة أصول من الفئة الأولى، ما زاد من المخاطر المحيطة بالمستثمرين الذين لا يزالون يصنفون أنفسهم كمشاهير السوق.
وكي نكون واضحين، فإن مديري الاستثمار النشط لن يعترفوا بالهزيمة، حيث أشار "نير كايزار" أحد كتاب الرأي بوكالة "بلومبر فيو" على سبيل المثل إلى أن جيفري فينيك والذي ذاعت شهرته كمدير لصندوق "فيديليتي ماجلان" في فترة التسعينيات، يعود إلى انتقاء الأسهم.
ويبدو أن بيل جروس يستخدم استراتيجية الاستثمار المدفوع بالحدث (مراجحة الاندماج) في صندوق يانس هندرسون العالمي للسندات غير المقيد، والذي ربما ساعد في الحد من الخسائر المبكرة.
وفي فرانكلين، ارتفع صندوق السندات العالمي "تيمبلتون" التابع لمايكل هاسينستاب بنسبة 2.4% مقارنة بالعام الماضي مقارنة مع خسارة بلغت 1.3% في المؤشر القياسي.
لكن يبدو أن العديد من الحجج طويلة الأجل للإدارة النشطة للاستثمار لم تعد قابلة للتطبيق.
وأحد الأسباب وراء ذلك هي أنه من المفترض أن تكون الأسواق المضطربة هي الوقت المناسب لانتقاء الأسهم والسندات للفوز بالاحتفاظ بهم، وذلك عبر استخدام الاضطرابات للبيع والشراء بأسعار جيدة ومواتية.
ولكن لم يحدث ذلك، مع حقيقة أنه من المرجح أن التدفقات الخارجة المستمرة جعلت من الصعب الدخول في هذا النشاط.
وعلاوة على ذلك، فإن عام 2018 أنهى فكرة أن صناديق الاستثمار السلبي لا تكون جذابة إلا للأسواق ذات السيولة المرتفعة فقط مثل الأسهم الأمريكية.
وفي الواقع، فإن التخارج الحاد من صناديق السندات النشطة هو ما أدى إلى تفاقم الانقسام بين النهجين السلبي والنشط في الاستثمار، حسبما قالت موديز.
وقام الأفراد بسحب ما قيمته 9 مليارات دولار من صناديق السندات الخاضعة للضريبة في عام 2018 مقارنة مع تدفقات داخلة قدرها 233 مليار دولار في عام 2017.
وبشكل بديهي، يفترض ألا تختفي الإدارة النشطة للاستثمار نهائياً كما هو محتمل أن يحدث للخطوط الأرضية المنزلية يوماً ما.
هل يعتبر السوق القائم على النهج السلبي بشكل كامل سوقاً على الإطلاق؟، دائماً سيكون هناك مستثمرون يعتقدون أنهم أكثر ذكاءً من الأغلبية.
وربما هناك شيء ما يبعث على الراحة بشأن وجود عنصر بشري مسؤول عن الصندوق بدلاً من ضبطه على "وضع التشغيل الآلي".
ومع ذلك، لابد على المديرين النشطين التكيف، حيث يمكنهم إما الانضمام إلى الثورة الجديدة في الاستثمار كما فعل "فرانكلين" عبر إضافة مجموعة من صناديق الاستثمار المتداولة السلبية أو المزيد من التقوية للوضع كما فعل صندوق "إنفيسكو" عن طريق الاستحواذ على "أوبنهايمر فاند".
ومن غير المضمون أن ينجح أي منهما أيضاً، بالنظر إلى مقدار الحصة السوقية التي تمتلكها شركة "بلاك روك" و"فانجارد" بالفعل في منطقة التكلفة المنخفضة بالإضافة إلى شركة "فيديليتي" للاستثمارات والتي خفضت الرسوم إلى الصفر على بعض صناديقها.
ويبدو أن انتشار صناديق الاستثمار السلبية وصناديق الاستثمار المتداولة، التي يمكن أن تستوعب أيّ استراتيجية استثمار وكأنه اتجاه تكنولوجي لا يمكن وقفه على حد تعبير موديز.
وسواء كنا نفضل ذلك أم لا، فإن التحول من النهج النشط مقابل السلبي سيكون من بين أكبر الاضطرابات في وول ستريت على مدى السنوات القادمة.انتهى29/6ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام