الثقافة تؤبن الراحلين الموسوعي شفيق مهدي والرسام بسام فرج: خلّفا إرثاً زاخراً

محلية |   09:16 - 25/05/2021


بغداد – موازين نيوز
أبَّنَت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الثلاثاء، الموسوعي شفيق مهدي، ورسام الطفولة والكاريكاتير بسام فرج، فيما أكدت أن الراحلين خلّفا إرثاً زاخراً وانجازاتٍ نوعيةً ستبقى مشرقةً على مرّ الأجيال.
وذكر المكتب الاعلامي لوكيل وزارة الثقافة، نوفل أبو رغيف، في بيان تلقت /موازين نيوز/ نسخة منه، أنه " تحت عنوان (المبدعون الحقيقيون وهجٌ لايخبو) وبرعاية وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار، نوفل ابو رغيف، أقامت المؤسسة الرائدة (دار ثقافة الاطفال) اصبوحةً استذكاريةً وحفلاً تأبينيا برحيل قامتين بارزتين ومؤثرتين في مشهد ثقافة الأطفال منذ ستين عاماً".
وأضاف البيان: "وقد افتتحت الاصبوحة بكلمة وكيل الوزارة نوفل ابورغيف، التي اكد فيها بأن: (خسارتنا كبيرة برحيل رمزينِ مؤثرين خلّفا إرثاً زاخراً وانجازاتٍ نوعيةً ستبقى مشرقةً على مرّ الأجيال)".
وتابعت: "ويأتي هذا الحفل التأبيني والندوة الاستذكارية وفاءً واحتفاءً بالفقيدين الكبيرين الكاتب والمترجم الموسوعي (شفيق مهدي) ورسام الطفولة والكاريكاتير (بسام فرج) وتكريساً لقيم الجمال والعطاء الانساني الذي شكل سمةً ملازمةً للفقيدين بشهادة المثقفين والاصدقاء من  مهورهم ومعاصريهم وطلاب مدرستهم".
وقد أُثريت فقرات الاصبوحة، بحسب البيان بـ"مشاركة نخبة من رواد ثقافة الاطفال من الكتاب والأدباء والاعلاميين وعوائل وأصدقاء ومحبي الفقيدين وزملائهما وممثلين عن عدد من المؤسسات والاتحادات والمنظمات غير الحكومية وكوادر (مجلتي) و (المزمار)".
وابتدأ الإحتفال، بـ"عزف السلام الجمهوري وتلاوة من الذكر الحكيم للقارئ المميز علي الخفاجي ثم الوقوف لقراءة الفاتحة ترحماً على ارواح شهداء العراق والراحلين الكريمين".
وقال أبو رغيف، إن "الحديث عن شخصيتين ابداعيتين وقامتين ثقافيتين بحجم د.شفيق مهدي و بسام فرج سيبقى قاصراً في هذه المساحة الحزينة العجلى ولايمكن أن يفي حق من أسهما لعقود متصلة في إغناء الساحة الثقافية بالعمل المتواصل والعلامات الفارقة والأثار القيمة التي تركها كل منهما".
وأردف بالقول: "ولعل جزءاً من منجزهما ينعكس في المعرض الذي أقمناه بهذه المناسبة ليكون شاهداً حيّاً وخالداً على حجم العطاء الابداعي الذي قدمه الراحلان ، واذا لم تكن ظروف المنفى تسمح أن يكون بسام فرج قريباً من وطنه وملاذاته الثقافية والابداعية الاولى فإنه كان حاضرا بين اصدقائه وانجازاته عبر تجربته النوعية وسيرته المشرقة".
واستطرد: "وأما العزيز شفيق مهدي فقد كان قريباً منا وحميماً على مدى 19عاما من الطيبة والعذوبة والاجتهاد المتواصل، وكانت لنا معه صداقة مميزة أثَّرت بنا بنحوٍ نادر ، لنبقى في تخوم مدرسته المعطاء التي تزخر بمؤلفاته الترجمية والقصصية وجهوده في توثيق التراث وملاحقة العلوم والمعارف حتى غدا الحديث عنه مقروناً بالذاكرة العراقية المكتنزة التي نحتها د.شفيق مهدي في تاريخ الثقافة العراقية عموماً وتأريخ دار ثقافة الاطفال بنحوٍ خاص".
وأكمل أبو رغيف، حديثه: "وقد كان لنا شرف تبني طباعة خمسة كتب من مؤلفاته ضمن مشروع عاصمة الثقافة العربية، وكان رحمه الله منذ اللحظة الأولى للتحول الديمقراطي متقدماً بوعيه وحضوره ، وكان محباً للحياة وهو في ذروة مرضه ، وكنا قد اتفقنا أن نحتفي به على رأس رواد ثقافة الأطفال لكن القدر لم يمهله ولم يمهلنا)".
ورحب، بـ"شكل خاص بالطبيب حسن شفيق نجل الراحل شفيق مهدي الذي حضر التأبين ونقل وصية والده بإهداء مكتبته الى دار ثقافة الاطفال"، واعداً بـ"تسمية القاعات الأساسية ودورات المهرجانات القادمة بأسماء هذين الراحلين وسواهما من رموز ثقافة الاطفال تثميناً لعطاءاتهم الشاخصة".
وبحسب البيان، تم بعد ذلك "عرض فلم وثائقي عن المسيرة المميزة للراحلين شفيق مهدي وبسام فرج وكانت الاحتفالية بإدارة مميزة من قبل الشاعر والصحفي المعروف (منذر عبد الحر) الذي تطرق الى سيرة الفقيدين وأثرهما الطيب، كما تحدث باعتزاز عن تجربته مع الشاعر نوفل ابورغيف في إدارة المؤسسات الثقافية الأبرز والأهم في العراق وحرصه في جميع المحطات على تأكيد ثيمة الوفاء والتكريم والاحتفاء لتأتي اصبوحة اليوم في هذا السياق المميز".
بدوره، قال المدير العام الاسبق للدار، جمال العتابي: ممتن أن يكون حاضراً لرثاء صديقين عزيزين وقريبين الى القلب شهد معهما البدايات من هذه الدار مؤكداً بأنها أولى من يحتفي بهاتين القامتين الثقافيتين وأن الدكتور نوفل أبورغيف كان ومازال بارّاً وفياً للمبدعين الكبار والمتميزين سواءً الحاضرين منهم أومن غيبهم الموت، متوقفاً بحسرةٍ عند ابتسامة بسام فرج التي ظلت ماثلةً إمامه قرابة اكثر من نصف قرن منذ اللقاء الاول في مجلتي عام 1971 حتى اللقاء به في بودابست عام 2018،  لينتقل الى شفيق مهدي مؤكداً بأن الكتابة كانت بالنسبة له مثل الهواء الذي يتنفسه، فسلاما لهما ولما خلفاه للأجيال)".
من جهته، أبدى الباحث والاعلامي طالب الأحمد، "شكره وامتنانه للدكتور نوفل ابو رغيف على رعايته لهذه التقاليد النبيلة ، وعلى دعوته للمشاركة في الاحتفاء بقيم الجمال التي انتجها الراحلان الكبيران في بلد الفن والجمال بالرغم من المحن التي مرت بالمبدعين والمثقفين".
وقال الأحمد: "نحن مدينون لهما وللدار على وجه الخصوص لانهم من صنعوا لنا براءة متميزة مازالت تلازمنا حتى اللحظة ، فضلاً عن يقضة الضمير والإحساس بكل ما هو نقي وجميل" .
أما شاعر الطفولة جليل خزعل، فقد قال بحسب البيان: "كنا نعتقد أننا -نحن ادباء الاطفال- في الظل ولكن رحيل الكبيرين وضعنا في الواجهة والمقدمة مثلما نشعر اليوم في هذا التأبين الكبير لهاتين القامتين ، وقد تعلمنا من بسام العطاء المتميز ومن شفيق التواضع والتسامح ونبذ الكراهية والطائفية ، وانقل لكم تعازي أدباء الوطن العربي بالراحلين لما تركاه من أثر في الوسط الثقافي والأدبي الرصين ) وعلى لسان طفلٍ  محزون القى جليل خزعل قصيدة بالمناسبة عنوانها (المكتبة المتحركة)".
واخيراً، تحدث رئيس تحرير مجلة (شمس الصباح)، الرسام والإعلامي لؤي امين، عن الاديب شفيق بوصفه "الأكثر قرباً منه وملازمةً له"، قائلاً: "كان رحمه الله طفلاً كبيراً مفعماً بالحياة يشجع الاخرين على الابداع ويحب المغامرة ، فهو عالم متكامل من البراءة والنقاء، ولم يمت بل سيبقى حياً في الذاكرة بما تركه من أرث معرفي وجمالي وله كتاب قيد الانجاز كنتُ اعيش معه تفاصيل انجازه في أيامه الاخيرة يحمل عنوان (نصف قرن في دار ثقافة الاطفال)، وفي هذه الوقفة النبيلة أدعو الى ضرورة مشاركة النخب من الكتاب والادباء والفنانين المعنيين بثقافة الطفل في مثل هذه الاصبوحات والفعاليات والانشطة الثقافية الرصينة للاطلاع على المستجدات والإنجازات وتبادل الاراء ووجهات النظر لتعزيز ادوارهم بالتواصل والثراء)".
واختتم ابو رغيف الأصبوحة، بكلمة "شكرٍ وجهها الى الحاضرين ولاسيما عائلتي الفقيدين وخصوصاً عائلة  المرحوم د.شفيق مهدي".
وعلى هامش الحفل التأبيني، افتتح وكيل وزير الثقافة والسياحة والاثار، نوفل ابو رغيف "معرضاً لجانب من الانجازات الثقافية والأدبية في (السيناريو والقصص والنشرات العلمية وعالم الطيور والحيوانات والرسم) للمرحومين شفيق مهدي والرسام بسام فرج بمجاورة معرض آخر لاغلفة مجلتي والمزمار والسلسلة القصصية".انتهى29/6ن


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام